الفصل 24

872 107 12
                                    

اصوات الانفجارات الهائلة ... و الهالات المخيفة ... جذبت الحراس من جميع البقاع ليستطلعوا الأمر و لكن لحظات قليلة انتهى خلالها كل شيء و لم يبقى غير الدخان المتصاعد ...
وصلوا المكان الذي تحول الى حطام شامل
حيث الصخور المنتشرة و البنايات المدمرة و الجدران التي أحدثت فيها طريق طويل و شقوق هائلة
و كأن حربا حلت هنا
و لكنها لم تكن غير ثورة غضب زينون ..

أحاطوا المكان من كل جانب يبحثون عن جسم حي  في تلك المنطقه ليعثروا أخيرا على الأجساد الثلاثة ...

كيارا التي توشك على فقدان الوعي و هي تحاوط زيركو المصاب بين ذراعيها و عيناها تفيظ بالدموع .. و زينون الذي يقف مكانه بلا حراك كأن الوقت توقف عنده في لحظة ما ...

لم يفهموا أبدا ما يحدث و علامات الاستفهام واضحة على وجوههم ...

زينون الذي كان غارقا في حالته نظر نحو زيركو و الندم اخذ ينهش اضلعه ... و بصوت يكاد يسمع همس له
_" أنا آسف "

لم تحتمل كيارا ما يحدث لتتعالى شهقاتها و مع نوبة بكائها صرخت فيه
_" آسف ؟؟ و فيما سيفيد اعتذارك أنظر إلى حالته و اللعنة "

ثم عادت تعانق زيركو الذي أن بألم و همس بصوت متعب
_" أششش كيارا سأكون على ما يرام "

بينما زينون حدث نفسه بألم
_" كلا لن يكون ... انا السبب لقد آذيته بشدة و اللعنة لما لم استطع السيطرة على نفسي "

_" هو لم يثق بك فلما ستسيطر على نفسك ؟ أنت لست مضطرا لتفعل ذلك ... يحق لك أن تفعل ما تريد طالما تمتلك القوة لذلك ... أخضعهم لسلطتك و سينتهي كل شيء "

_" انا اريدهم أن يثقوا بي فقط "

_" لن يفعلوا "

_" بل سيفعلون "

_" قلت لك كلا ... حتى زيركو الذي تأملت منه الكثير لم يكن منه غير أن دافع على تلك البشرية و اتهمك بقتل أولائك البشر الحثالة الا تفهم ؟ لا احد يستحق الثقة و كذلك انت لست محتاج لفعل ذلك فأنت تمتلك ما يخولك فعل كل شيء دون الاعتماد على الاخرين ... أنت مطلق ... "

رفع زينون بصره لزيركو و سأله بهدوء
_" أنت لا تشك في أنني من فعل ذلك أليس كذلك ؟"

نظر باتجاهه زيركو و لم ينطق بحرف و كان ذلك جوابا اكيدا لزينون ليقول
_" اذن فالكل هنا يؤمن بأنني أنا من قتل كل أولاؤك الناس "

_" فقط فسر لي ما حدث هنا قبل قليل يا زينون ... لما اردت قتل انسانة بريئة بينما وعدتني بانك ستحمي البشر حتى تحقق حلمك ... هل اكتشفت بانك لم تعد تريد فعل ذلك "
هكذا رد زيركو بارهاق شديد و الألم يشتد في جسده.

_" اذن فهذا ما تظنه "
سأله زينون غير منتظر منه جوابا.

ثم نظر من حوله لكل أولائك الناس و حدث نفسه
_" ما الذي كنت أفعله طوال الوقت ؟ هل فقدت عقلي ؟ ما الفائده من كسب رضى اشخاص كهؤلاء ؟ ما الذي سأجنيه ؟ انا حتى ما عدت افهم ما كنت أفعله و ما اريده بالضبط ... "
تنهد و واصل باستسلام
_" فقط كان لدي هدف في الحياة و هو الانتقام ... لما تغير ذلك الهدف فجأة و صار البحث عن حياة مختلفة بسيطة أعيشها في سعادة ... سعادة ؟ ... و هل يحق لي اصلا التفكير فيها ؟ ... لقد ولدت لخدمة والدي و تحقيق طموحاته و أحلامه ... و يجب أن اموت هكذا لينتهي كل شيء فوحش مثلي ليس لديه الحق لا في الحياة الطبيعية و لا الحلم بعيش حياة طبيعية
لقد استفقت أخيرا من غفوتي و يجب أن اعرف اي مركز احتله الآن و اين تقف قدماي بالتحديد ... يجب أن ينتهي كل شيء بسرعة حتى استطيع أن اسمح لوالدي بالموت بسلام "

bloody nights 2Where stories live. Discover now