الفصل 34

831 103 15
                                    

مع خطوات بطيئة و غير متوازنة سار زيركو و ماكس نحو وجهتمهما ...
كان زيركو يفكر في قرارة نفسه
_" لم اتصور أن الامور ستسير على هذا المنحنى ... كيف صار ماكس جاسوس زينون و ما الذي حدث بالتحديد حتى تنقلب الامور بهذا الشكل أولا سيفيروس و الآن ماكس انا محتار بالفعل و الآن أين أنا ذاهب ؟ لمساعدة أحد العرابين الآخرين ... أحد اعدائنا... هل جننت ؟ "

توقفا عن السير عندما بلغا غرفة لوسي ليبتعد ماكس عن زيركو و يهرع للباب و يفتحه بقوة
_" لوسي "

و هنا رآى زيركو لوسي لأول مرة بعد مضي خمس سنوات ... حسبما يذكر لوسي فتاة قوية و شجاعة و تنبض بالحياة رغم قسوتها اثناء تنفيذ المهمات ... و لكن ما يراه الآن ... ليس ما عهده مطلقا.

ركض ماكس نحو السرير ليجثو أرضا قربه فرفع يده و امسك كفها لتفتح عينيها ببطء شديد و تهمس بتعب
_" م...ماكس "

فشد قبضته اكثر و رد محاولا أن يكون صوته قويا
_" أجل انه أنا "

التفتت ببطء برأسها نحوه و همست من جديد
_" لقد تأخرت... هل حدث خطب ما ؟"
انهت كلماتها و هي تلتقط انفاسها متعبة و كأنها بذلت مجهودا جبارا لتنطق بتلك الكلمات ...
و ماكس بالتأكيد لم يكن ليجعلها تقلق و يزيد مرضها فأخفى عنها حقيقة انه كان في السجن
_" لقد أرسلني أبي في مهمة و حالما انهيتها أتيت اليك ركضا فكيف تشعرين الآن ؟"

صمتت قليلا و أعادت رأسها ببطء للأمام لتواجه سقف غرفتها و مع ابتسامة باهتة تكلمت
_" البارحة رأيت حلما جميلا ... كانت ذكريات جميله عندما كنا في القلعة الغربية مع والدتنا ... لقد كنا نلعب في الحديقة و انت كنت تتظاهر بالبطولة كالعادة و أنا اشاجرك ... كانت أمي جالسة أسفل شجرة كبيرة تتأملنا مع ضحكاتها الساحرة ... لطالما كانت تقول أنني و أنت متناقضان في كل شيء و دائما الشجار و لكن هذا هو الذي يعزز حبنا لبعضنا البعض ... هل تذكر هذا يا ماكس ؟"

فهز ماكس رأسه بمعنى نعم و رد بصوت يكتم الشهقات
_" أجل اذكره ... كنا نتشاجر لأتفه الأسباب ... و كان ابي دائما غاضبا منا لهذا السبب كان يقول اننا مزعجين و صاخبين "

ضحكت لوسي لتذكرها المواقف الطريفه التي حدثت بينهما و صمتت فجأة مع بهوت ملامح وجهها و خفوت جفونها . لترتعد يدا ماكس و يقفز كالممسوس يحركها بصدمة تعلو ملامحه
_" هيي لوسي ...لوسي ... افتحي عينيك ... اتوسل اليك لوسي ... أختي "

إلتفت نحو زيركو الذي كان متصنما مكانه لم يستوعب ما حدث بعد و صرخ فيه
_" زيركو أنت طبيب أفعل شيئا  "

استيقظ زيركو من تفاجأه مع نداء الواجب ليهم نحوها يتفحصها ليقول
_" انها تحتظر يا ماكس ... منذ وقت طويل لا أعلم كيف بقيت على قيد الحياة للآن و لكن يبدو انها امتلكت دافعا يجعلها تعيش حتى هذه اللحظة و هذا الدافع هو لقياك يا ماكس ... ربما ارادت أن تودعك قبل أن يعانقها الموت و ترحل معه بعيدا"

bloody nights 2Where stories live. Discover now