الفصل 18

967 108 34
                                    

حل الظلام ناثرا ظله على الأرض
يخفي في ظلامه مشاعر اليأس و الحزن لذلك الكيان التائه ...
و إلى ساحة التدريب إتجهت قدميه كنوع من الاشياء التي تعود على القيام بها ...
وقف وسط الساحة يحمل سيفه و يشد بيده على مقبضه حتى إبيضت قبضته ... إبتلت الأرض تحت قدميه بقطرات مياه ترقرقت بمرارة من بين رموشه
شهقات متألمة خرحت من بين كلمات حزينة

_" لم يتغير شيء ... كل شيء ظل كما لطالما كان في الماضي ... مجرد ضعيف لا فائدة منه ... حتى بعد خمس سنوات من التدريب ... أنا بالفعل عديم فائدة "

...

مرت الايام ببطء شديد لم يتغير شيء سوى ذلك الخوف الذي صار في أعين المحاربين تجاه زينون فبعد الذي رأوه ذلك اليوم من المستحيل أن لاترتجف قلوبهم خوفا إذا ما وقفوا في حضرته ...

أما زينون فهو بالفعل لا يهتم لشيءكما لطالما كان فهو متعود بالفعل على نظرات الخوف في أعين من يراه و هذا يذكره بالفعل بطفولته في قلعة والده كارلوس ...
كان العبيد هناك و الحراس كأنما ألقوا في الجحيم بلا رحمة عندما تلتقي أعينهم بعينيه البريئتين و كأنه عقاب من الآلهة ...

دخل إلى الفصل ليصمت طلابه مباشرة ... وضع كتابه على الطاولة بكل إعتيادية و بعد أن حياهم بدأ حصته ليسأل الطلاب
_" هل لدى أي واحد منكم أي سؤال أو شيء يريد معرفته ؟"

فرفع أحد الطلاب يده و قد كان ديو سمح له بالتكلم ليسأله بلطف
_" أستاذ لقد حدثتنا عن جميع الحكام الذين تزعموا مصاصي الدماء على طوال العصور و كيف كانت حقبات حكمهم و لكنك لم تحدثنا شيئا عن آخر الزعماء قبل الزعيم الحالي "

تغيرت نظرات زينون ليهمس بنبرة مختلفة عن التي كان يتحدث بها و قد كانت قريبة الى الحنين
_" الزعيم كارلوس ... "

رفع بصره لطلابه ثم أخذ يتحدث عنه
_" الزعيم كارلوس هو الزعيم السادس لمصاصي الدماء ًحكم لما يقارب الثمانين سنة تزوح من  سيدة المجلس راسيلا كاليسانتي التي أنجبت طفلا واحدا و هو زيروس ... "

فسأله ديو بفضول
_" ألم يحظى بطفل آخر ؟؟"

صمت زينون لوقت طويل بحيث ظن الطلاب أنه لن يجيب عن السؤال او انه شرد في شيء ما
و زيركو وقتها كان يصغي لتلك المحاضرة ليسمع زينون يجيب ببرود
_" لم يحظى الزعيم كارلوس بأي طفل غير زيروس "

_" إذن كيف صار زيروس زعيما بعد كارلوس ؟"
هكذا سأله أحد الطلاب ...

ليتذكر زينون اللحظة التي كان يقاتل فيها زيروس و خدعت خلالها راسيلا كارلوس لتسقيه سما خطيرا لا دواء له و انتهى بعدها عصر كارلوس بعد أن أحرق زيروس القلعة التي حكم فيها و تربى فيها كذلك زينون  و كيف ألقى تلك اللعنة على كل من كان في القلعة ليضع في ذاكرتهم أنه مجرد طفل بشري ولد داخل سجون القلعة من احدى العبيد البائسين فقط كي يتغلغل بين الأعداء إلى أن يستعيد قوته- التي خسرها بادخال كارلوس في لحظات حياته الأخيرة ألى سبات يؤخر موته - لينتقم من زيروس شر انتقام و لكن حدث ما لم يتوقعه عندما فقد ذاكرته بسبب انهيار القلعة عندما كان خائر القوى و ضعيف ليستعيد وعيه بين العبيد الذين نقلوا من قلعة كارلوس الى قلعة زيروس و يعيش بعدها سنوات من العار تحت اقدامهم ...
كلما تذكر ذلك تفور الدماء في عروقه لتصير حمم بركانية حارقة و شخصه الآخر يصير تواقا لسفك دم كل من في قلعة زيروس و تحويل اجسادهم الى رماد مندثر ...

bloody nights 2Where stories live. Discover now