٣ || مِنْ رَأْى دَاعِش.ْ

597 61 329
                                    


.
.
تنويه :- الرواية تأخذ منحى آخر ، .. في الموصل تحديداً شخصية أخرى .. ، لا تتلخبطون 😂✋ ..

تنويه ٢ :- الرواية ايضا ستتداول موضوع الطائفية ، ولن افرط بأي طرف سأطرح وجهة نظر ، لا تتسرعوا بالتعليقات الجارحة و وجهات النظر الخاطئة ..
________________

يونيو / حزيران .. ٢٠١٤ .. / بعد سقوط الموصل باسبوع .

الخسائر الثلاثية: نفسية .. جسدية .. مادية، ماذا قد يعني أن تنزح من مسقط رأسكَ ؟!.. ، جائع وسط خير، مريض وسط الخراب .. طقس لا تفهم منه شيء من الخوف، جبين يعرق، مشاعر مستعرة، قشعرير، الموت .. يقترب .

لم يفهم ذلك الشاب العشريني شيء ، يهرع ؟! الانفجارات تسبقه عديًا ، .. يقف ؟! الموت يأتيه هرعًا .. ، هز رأسه ، لا زال يرتجف ، لا قدمين تحمله ، و لا عقلاً يستوعب له.

" تفجير " اهول كلمه و يا أثرها على النفس و وقعها الشديد أن اقترنت مع " دار " .. لقد ناظر منزله يتحول إلى أشلاء، داخله طفولة ومراهقة وشباب و بالإضافة من هم اهم من ياقوت ، و اقرب من الشريان الابهر للقلب ، ..عائلته .

لا يستطيع البكاء فهو مختبئ، فطرة النجاة بداخله لم تسمح له أن يفرط بروحه، لو استطاع للطم رأسه نعيًا ، يده تحوط فمه فالداعشيين مستعدين لقتل الحمام في السماء ، فما بالكَ به؟ يحومون بالمكان، يتأكدون من سلب كل روح قادرين عليها، كان قد صبغ وجهه بدماء جثث بقربه ومثّل الموت ليبقى حيّاً، ويالها من سخرية! أن تقترب من الموت للحد الذي تتشبه به من اجل العيش! .

احس بذهابهم، فتح عينه ورمش عدة مرات ليبعد الدماء من بين اهدابه، فرك عينه قليلاً، وجدهم قد غادروا المنطقة بعد دس بضع الغام فيها، مشى ببطء بالاتجاهِ المُعاكس، اسرع .. ركض ، عدا .. ' فقط انجو بجلدكَ ! 'هذا ما كان يتردد بذهنه، والدموع تملئ عينيه، نظر للمناطق أمامه بالكاد عرفها فقد كانت مهدمة، ركّز بصعوبة حتى عرف طريقه، بعد أن رأى لافتات محال يعرفها اغلبها محترق، وجد مكان ضيق بين مبنيين ، فأختبئ به حين سمع أصوات الانفجارات تعلوا لتغطي على جميع الاصوات .

اطلق العنان لبكائه ، عالياً وعالياً ، لم يعرف ما يفعل، لمح سيارات تمر بسرعة البرق ! كانت سيارات دفع رباعي مزينة باعلام الدولة الإسلامية - التكفيرية - ابتلع " عمر " ريقه، عندما خف مرور السيارات، استجمع شجاعته واطل برأسه يمسح المكان بعينيه ويناظر، الغبار يملئ المكان .

خرج للهواء الملوّث، يحاول عبثاً أن يستنشق نفساً يجعله يهدا، لا تزال المركبات تعبر لكن من خلفه، العرق فاض واعتلى كل جزء من جسده، شفتيه جفت حد التشقق، والدماء المختلطة بالتراب صارت تخفي لونه فلم يعرف تجسده ازرق من شدة الكدمات ام اصفر من الخوف ؟ .

جلس قرب حطام وغطى جسده صخرة كبيرة، مال وجعل ظهره لها وأجهش بالبكاء، 'الان ماذا؟ ' يهرب؟ يقتل نفسه ؟ لقد ضاع تقريباً، ضاع بين شجنه وأفكاره التي اسودت واصبغّت بالاحمر، لقد ذهب للسوق بناءاً على رغبة والدته وكيف انتهى به الامر ؟ ظل يتساءل، هل هربوا ؟ هل هم بخير ؟ ومر بأكثر سؤال زاد بكائه في هذه اللحظة، هل حل بهم قضاء الرب ؟ نفى بسرعة ومن دون تفكير نهض واصطدم بشخص، دب به الرعب حتى رأى صديقه وجاره، الذي لم يكن افضل حالا منه سوى أنه غير مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدمه.

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ