٧ || هَلْ مِنْ نَاصِرٍ ؟ .

250 34 107
                                    

٢٤ أكتوبر / تشرين الاول / ٢٠١٤ – ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول / ٢٠١٤ عملية عاشوراء

____________

تهرع بانعدام الاستيعاب، .. أين هي، كم الساعة، ما اليوم ؟! ، ريقها يابس، قلبها فائر، من تعاظم حاجتها للماء كادت تقسم انها أن لو رات ماء اجاج لأرتوت منه، الشنان غرس نفسه بكل جزء منها، على بعد مسافات، مسافات طويلة، هي تجد إجابة ناقصة من بين الأسئلة العشراتية حين تطرحها .

بقدميها غُرز انواع واشكال، زجاج و حجر و تراب، عرفت الاختباء جيدا لكن اربعة شهور؟ ما صدقت انها نجت حتى، تَذكر أنه لم يدخل جوفها ماء لثلاث ايام، الدمار الشامل قد صعب عليها الهرب، و كانت مُسائلة ربها عن طريق أو أي شيء ! .

شعرها اشعث صار بعد أن شابهه الحرير سابقاً، نظرت ليديها التي بخشونتها كادت أن تكون بشرة تمساح، الظروف المحيطة جعلتها تسترجل ، ها هي بملابس الذكور متلثمة، و الا كيف تحمي نفسها و الداعشي كفر لحد أن النمل شكى لربه .

في كل مرة تنظر لملابس الذكور التقليدية التي ترتديها، تشكر ربها مرارا و الرجل الذي راى حالها و لم يفعل سوى صرف نظره و اعطائها ما تستر نفسها به، أحست بألتصاق معدتها بظهرها من الجوع، لطالما لبت نداء معدتها و لكن الان تتعذر و تتحجج كثيرا ! .

كانت تمشي بارهاق و بحق هي لا تفعل سوى الهروب، شهقت برعب عندما سمعت انفجارات تهز الارض تحتها، شدت لثامها اقوى بكثير و قبضت على ملابسها و عجلت بالنجاة .. كان الامر كالتفجيرات بالموصل إذ حطمت كل ما مرت به، .. الرصاص اوضح لها أن هناك طرفين اثنين القتال بينهما، اين ستذهب بحق الإله .

التفتت فوجدت مبنيان، اذا لم تنجِ الان فلن تفعل ابدا، أذنها تقريباً أعدمت منها حاسة السمع تقريب الالغام من الانفجار، .. لكن ما لبثت حتى سمعت قصف قوي للغاية، كانت قد استقرت بينهما، هزة اخرى سببها معروف أدت لارتطام راسها الذي تحمل اكثر مما يقدر بالشباك، فهوت أرضًا .. آخر ما لاحظته هو جسم ما يدنو منها .

.
.
.

" فاطمة، غدًا سيتم تنفيذ عملية عاشوراء، ادعِ لي بالتوفيق " نبرته الجامدة لم تغيير رغم قوله بطريقة غير مباشرة، أنه ربما ميعاده مع الموت بعد شروق الشمس .

اما الأخيرة لم يسعها سوى اخذ الصمت ردا له و اجابتها يتردد صداها بداخلها صراخًا ، .. متمددة على أريكة متوسطة ، تمسد جبينها، الوصب آلفها الظهر متواصلا حتى الليل .

ألقت نظرة خاطفة لمصحف كان قريبا منها، تحدث نفسها كثيرا هي، او تحدث ربها، لم يكن يوما كلامها مع الرب منمق ابدا ذو قافية، بل على بساطة، بالمعنى .. بالمقصد .. بالنية .

العكس تمّ، كانت قد امسكته قرآنها لتلاوته، لكنها ما أن تتلو تظهر أية عن الجهاد، وان قلبت الاوراق و تنغمس بالقراءة يحدث نفس الامر، وان كان الامر عشوائي .. آل عمران الآية التاسعة و الستون بعد المئة، الحديد التاسعة عشر، الانفال الخامسة و الستون​ .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now