٤ || فَتْوَى النَجَفْيّ .

385 42 187
                                    


يونيو / حزيران .. ٢٠١٤ / .. فتوى الجهاد .

اجواء محملة بغبار من التوتر الممزوج بالغباء ، نظرات يتبادلها الكل .. الطويل ينظر للاقصر منه ، و الجالس ينظر للواقف، و العكس صحيح .. كان عمر قد تسارعت أنفاسه؛ يريد أن يطلب لكنه خجل ، اهذا شعور المتسول ؟! .. شفتيه توسطت أسنانه عاضاً إياها ، تفريغًا للطاقة السلبية .

منصور وجهه تم التعرض له من قبل غزو من التوتر - و قائد الغزو كان البلاهة لذا امتلك ابتسامه مشابهة له - هو حتى لا يعلم لِمَ يبتسم ! ، أما امه ؟ تريد ان تحسن إليهما لكنها تعلم ما يجول برأس جاسم من افكار مسمومة لذا امنتعت نهائيًا عن الكلام مؤقتاً بالطبع .

مَعكَ منصور مُؤخرة رأسه بتوتر ، فتح منصور ثغره المتبسم بغباء مُحاولا الكلام .. لكن تمت مقاطعته من قِبل عُمر ! هتف الجالس من فوره :" اني و الله لا اطلبن غير الوضوء و الصلاة بمكان نظيف ، و هذا صديقي محمد بمنزلة اخي ، القموه ما يقويه و انسوا امري، لقد تفجرت منازلنا و بقدرة قادر وجدنا من يقلنا لبغداد و نحن هنا غريبان ، والله لا اقول هذا لتشفقوا - "

" إهدا إهدا يا اخي ! سأساعدك .. اعدك ، ما اسمك؟! " منصور صرّح ببشاشة، كان دوماً يشعر بالعجز تجاه ما يحصل و وصول شخص يريد المساعدة تماماً من هناك - الموصل - يمنحه حتماً شعور افضل تجاه نفسه، العائق كان نظرة جاسم، لم تكن مبشرة بل كل ما تحمله بان حقدًا جُلل ، هذا الفتى من الشمال و هذا يعني -

" عُمر " .. اجاب الاخير صدقًا، نقل نظره لجاسم الذي انفجر صارخاً فجأة بقول

:" واسمه عمر !! لن ادخله ! .. لا اريد .. لسنا جمعية خيرية ، أولئك داعش انضم لهم ! ، اولست منهم ، ها ؟ "

احمر وجه عمر حنقا ، أنى أنه إن ينسبه للداعشيين الذين قتلوا أهله ! ، لم يشأ البقاء هادئا او اكثر ، كاظمًا غيضه حمل محمد مجددا و من دون كلام انطلق .. أي كرامة سيدهسها ويبقى مثلا بعد ما قال ! .

نظرة تفاجئ اعتلت ملامح منصور ، و خيبة حملت وجه فاطمة لقد سوّد لهم وجههم، صفع منصور جبينه ، و بسرعة انطلق ركضًا خلفهما ، ما كانا قد ابتعدا ، خصوصا و عمر حاملٌ محمد على عاتقه ، .. لم يكلف المُنادى نفسه حتى بالالتفات بل اسرع عديًا، لقد نفى اي احتمال للرجوع .

و بالتأكيد ما كان اسرع من منصور - الذي تناول طُن من الحلوى قبل نومه - و الاخر معدته خاوية منذ يوم مضى بضحاه وليله ! ، استطاع الامساك به و قد تساءل ، كيف سيكون ركضه لو لم يكن متعب بحق الإله ؟! .

اندفع المُلاحِق بالحديث على عجل قائلا بتبرير :" آسف يا اخي ! حقًا لقد سود ابي لنا وجهنا ! ، اقسم اننا نريد الاحسان ، لكنه متعصب ! ويحنا قد أتانا مُسلمٌ و لا نطعمه و نُكسيه ؟! انا اطلب رجاءاً منك العودة ! و والله ما انا بعائد إلا و انت معي ! " .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now