١٣ || أَرضي .

168 32 103
                                    


عندما فقد وعيه لم يعلم أنه سيستعيده على وجه القمر .. ألم يغمض عليه هو؟! .. قربت عائشة وجهها منه متفقدة اياه، لم تعلم أنه استيقظ فهو سارح ببدره الصغير؛ ذات السبعة عشر خريفاً جميلاً، بالكاد يرفع جفنيه لتُكشف مقلتيه.. لم يشئ نقل بصره عنها، ظننًا أنها لربما اوهام.. لكنه لم يتوقع أنه بعد لحظات من استعادة وعيه يرى منصور.

فتح عيناه بقوة و جحضهما بصدمة، .. ألم يكن بقبضة الارهابيين؟!! هُز بدنه وهو فَزع عندما صاح منصور مبشر بخبر استيقاظه، دخل احمد كمراة تركض بكعب عالي .. و محمد كمشلول .. ثم اصطدما ببعضهما بقوة حد أن كلٌ منهما امسك رأسه بتاوه .

انفجر منصور عليهما ضاحكًا، وعائشة احمر وجهها وهي تكتم قهقهتها، .. و عمر ادرك شيء .. وفسر الأمر على الآتي : عائشة كانت معهم بنفس القاعدة إذاً ماتت بالانفجار و منصور قُتل محمد واحمد بالتأكيد ماتا أثناء التحرير وهم بالجنة الان .. والا فلا غير! الضوء الذي يخترق النافذة يقوي هذا المفهوم .

نقل أفكاره بصراخ " ماذا؟! نحن الان متنا !! أهذه الجنة؟؟ انها قبيحة يوجد بها حتى رائحة المستشفى! " .. حينها لم يصمت منصور و فلتت قهقهات شبه عالية من اخته، و شبه التوأم حدّث ولا حرج ! ربما استيقظ الذي بالطابق الارضي، دون أدنى مراعاة لمكانهم .

" اتعلمون؟ بسبب ضحكات احمد ومحمد انا لازلت على الارض .. بئسًا " .. كتموا شهقاتهم الأخيرة وهم يضعون يديهم على بطونهم، استقام العبوس رغم صعوبة ذلك، رفع حاجبا عندما راى محمد صبغ خصلات من شعره بالاشقر؟! .. كاد يجهر برايه لكن الأسئلة المتزاحمة منعته، و بينما هي تتداول بدماغه كان ساكنًا خارجيًا .

اول ما اراد طرحه هو :" هـ .. هل تحررت الموصل ؟!" .. نطقها مرتجفًا وكأنه يطالبهم بالايجاب إيجابا على سؤاله .

تنهد منصور بحسرة، .. انقاد هو للإجابة آن صمت الكل :" تحرر الجانب الايسر فقط الباقي ان شاء الله" ..

' لحظة ! .. نحن كنا ببداية التحرير عندما أُسرت والان تحرر الجانب الايسر؟!! يا إلهي كم لبثت! ' فكّر عمر، تلاطمت افكارٌ برأسه وقرأها الجميع من حوله لان علامة الاستفهام حوامة على ملامحه .

قرر منصور الاختصار ، فأحبّ أن يخلصه من البلبلة تلك , فقال :" عندما وجدناك كنت شبه ميت وللان حتى راينا بك روحًا ، اخر من رايت ماذا كان؟!"

" كنت مقيد على قضيب معدني وسمعت انفجار بعيد .. قريب لا اعلم كيف اصفه .. ثم اغمي علي" .. ببساطة شرح ..

اخذ منصور نفس طويل ..مضاف إليه العمق، وبدأ ..
.
.
.

مقيد على الارض .. اقرب من إليه التراب، تسلل الكثير منه إلى داخل فمه، اختلط مع الدماء المتسربة من بين شفتيه، اعطته طعمًا فظيعًا لم يجربه من قبل .. فسعل بقوة محاولا إخراجه ؛ .. شبه نجح في ذلك، لكن ما منعت تاوهاته جرائها رغم زوال بعض من المرارة،هزة أرضية بدأت طفيفة ثم اقوى ويزيد الى أن صارت أذنه تؤلمه من الصوت ! .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now