١٢ || مُخَيَّمٌ .

163 32 142
                                    


.
.
جذل وأسى .. البَثّ و بهجة ، تناطحت بدخلها؛ فذرفت عين ترحًا و الاخرى استبشارًا ، حدقت بعمر الذي يناظرها، ما الذي يشرح كيف يشعران ؟! .. كلٌ ظنّ الاخر مات .. وهو الان مقيد بالحياة ويديه، كلام يصرخ و عتاب يهمس .

منصور طأطأ بخجل، المكان مليئ بالنساء، الداعشيان امامهما؛ لا يستطيعان حتى الكلام، أنفاسهما ثقيلة بالكاد يوجد اوكسجين بالمكان .. ! .

_____________

" قلبي غير مرتاح يا ام سليم .. " .. كنّت رفيقتها بابنها الميت ، لا نبرة محددة لما قالت .. ودعت احاسيسها بعد موت جاسم ، من نبرتها الحادة الى اخرى حزينة .. شجينة .. مُتألمة .. كلها اوصافٌ تفي حق مشاعرها .. نوعا ما .

" أنه دومًا كذلك ، لا شيء غريب ! " .. تنهدت ام سليم بملل، لم يتغير منها شيء.. سوى تلك الهالات السوداء تعاظم وجودها، وضعت الشاي على الطاولة بعد أن ارتشفته للنهاية ولم تترك سوى وريقات صغيرة مع السكر بالقاع.

رددت مقولتها التي كررتها الف مرة :" كوني قوية الايمان يا فاطمة، اعلم ان الامر ليس سهل، وانكِ لا تملكين غيره لكنكِ عزمتي امركِ وتركتيه يذهب" .. رفعت كتفها، كان هناك المزيد للتفوه به،لكنها صمتت حين لاحظت انزلاق دموع فاطمة ضد وجنتها، لم تكن المرة الأولى لكنها وبالتأكيد تؤلمها في كل مرة، فاطمة ليست مثلها، هي قوية وتعلم بهذا، في حين كان زوجها منهاراً هي من حافظت على حزمها.

لذا لم تكن لديها فكرة واضحة عن كيفية​ التعامل مع الاخرى، دنت خديجة من فاطمة؛ بغت وضع يدها على كتف المواسى إلا أنها بعويل مُبطن بحرقة صاحت :" لكن مر اسبوعان ولم يصلني خبر عنه حتى ! .. أخشى أنه مات و لم يعثروا على جثته !! او انها تفتت لاشلاء بانفجار ! " .

" صبركِ يا امرأة ! .. ما هذا الكلام ! .. بالتأكيد سيتاخرون؛ هم يحررون الموصل هنا ! تلك المحافظة وضع الارهابيين كيدهم فيها والان هي قيد التطهير وباذن الله يتم استعادتها" .

لم تنجح رفيقتها العجوز برفع معنوياتها إلا قليلا، ماذا تفعل أن جعل الله في روحها شعورًا من دون أن تحتسب؟ .. شعورًا رافقها من تسعة أشهر قضاها منصور بجوف حشاها، والى الان .

امومتها وقفت امام العديد من العقبات التي قد تؤذي وان كان بقليل؛ ابنها المدلل، .. فكيف بها وهي لا تعرف اهو أشلاء ام مجموع ؟! .. ناظرت ام سليم وكان الغيرة مكان بؤبؤها ملتفة تتابعًا حول حدقتيها البُنيّتين فهزهما وقالت بنبرة شبه عالية:" ليس الكل لديه صبركِ يا امرأة !" .

______________

اجل قد تعود لكن بثمن .. و ايضا غالٍ .. غالٍ جداً​ ، احد تلك الأثمان دم منصور الجاري على الأرض سيلانًا من رأسه، ما رقم هذه اللكمة؟! السادسة عشر ؟ ام السابعة عشر ! .. لليوم فقط " الن تخبرنا بخطتكم ؟! إن لم تفعل فيمكننا الاستفادة منك بجعلك انتحاري و فقط! " .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin