٨ || مُلَبِّيَ النِّدَاءَ! .

178 35 107
                                    

٢٤ أكتوبر / تشرين الاول / ٢٠١٤ - ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول / ٢٠١٤ عملية عاشوراء
.
.
.
.
______________

" جاسم اذهب جنوبًا ! تحرك، تحرك ! " .. صرخ فاضل يلبس ملابسًا زيتية عليها شعار الحشد الشعبي، على جهة القلب، .. قام فورًا منفذاً الأمر، الساعات الأولى من تنفيذ عملية عاشوراء هي هذه .

انطلق للجنوب كما تم أمره أن يفعل، امسك الرشاشة و قام بإعادة التعبئة، .. نظر من خلال الفتحة الصغيرة و بدأ بالاطلاق ، رغم صعوبة الثبات إلا أنه ثبت بالفعل، لم يستطع رفع رأسه ولو لمدة قصيرة والا مات .

دوي الانفجارات، صوت النار، الحوامات الكثيرة فوقهم، لقد رأى رفاقه بالسرية يتساقطون، هو محروم من ذرف الدموع لانه " قناص " .. هنا، اخذ نفس عميق ، الان بالميدان ، الموت وارد ، خصوصًا في قاعدتهم الصغيرة، بصاروخ واحد وينتهي أمرهم .

لكنهم سيستمرون، باقتراب يوم " عاشور " .. و باقتراب الدواعش سيكون هناك جثث ، اكثر من اي عدد اخر، .. الزحف للعاصمة هو الأسوأ ، أن وصولوا، نفى الفكرة قبل بدأها بالتكون حتى، .. نفذ ما بقربه من ذخيرة ، صرخ مطالبا بالمزيد، .. لكنه التفت .. عندما لمح قدر عملاق من الدماء، توسعت عينيه بصدمة و هز رأسه بغية الاستيعاب .

هل يتعب ملك الموت ؟! .. لأنه لو يفعل فهذا وقت مرهق له بشدة، إذ أن فقط من جانبه غرق حذائه في الدماء ! ،.. عينيه امست رطبة ، هوى على ركبتيه جالسا ، الصدمة اخذت ماخذها من ملامحه، مسح الدماء من حذائه وخضب بها لحيته، دماء ابطال لا تستحق أن تكون على الاقدام بل على الرؤوس.

ليس وكأنه لم يلحظ الرصاص الذي مر بجانبه، أنه منظر مؤلم لا بل يحرق، سعير، حميم.. لكنه تماسك مع الذين تماسكوا ، تلى بسره اياتٌ تهدأ النفس .. أغمض عينيه و بعض الدموع تساقطت معلنة فشل محاولات منعها .

هنيهة هي و..وطى صوت النار ، فتح عينيه جاسم اثر هذا، قام و لم يكن منهم الا قليل واقفين، تبادلوا النظرات وصرخ احدهم " انتصرنا ! " .. على صوت تكبير قوي من كل الحاضرين، اجل تلك التكبيرة الناتجة عن ايمان .. فرح .. وليس كتكبيرة الرعب التي صنعها المتطرفين المُلتحين .

جاسم أخذ كل منحى من سعادته الى شفتيه بأبتسامة واسعة، قام وكبر معهم .. في تلك اللحظة، دخل احدهم عليهم، وليس أي أحد بل كان يلبس بذلة عليها شعار من هو ذو مرتبة اعلى، له تجاعيد بارزة وسلاح عملاق ملتف حول جسده.

قال بنبرة اجشة " .. هذا الجزء قد تم، والله ولي التوفيق، لقد طُلب منا الدعم لدى قاعدة تبعد عنا نصف ساعة، هيا بنا ولكن قبل ذلك " .. سكت وأشار للجثث امامه، من الواضح أنه يمنع نفسه بصعوبة عن البكاء، نعم هو قائد لكن شعر بالبقاء مع هؤلاء انهم ابطال وأبناءه .. تقدم كل منهم لجسد شهيد وحملوه .. هم يعرفون أن هذا سيحدث، فحضروا نعوش كثيرة .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now