١٠ || نَحْوَ المَوْصِلِ .

192 31 176
                                    

بعد سنتين

تشرين الاول / .. اكتوبر ٢٠١٦ / .. قادمون يا نينوى .
.
.
ببطء لناس وعلى عجل لاخرون، جاءت الخاتمة بالنصر بمشيئة الرب.. فالله معروف أنه يمهل ولا يهمل، الاشهر تكدست فوق بعضها جاعلة إياها سنتين، تلك المدة انقضت .. عملية التطهير الأخيرة، الوجهة التي بدأت منها الاحداث و ستنتهي بها ! .

الاخوة الأربعة، معًا يمضون نحو الموصل، .. احمد تحول للحشد، لطالما كان حجم الانتظار لهذا اليوم كبيرًا خصوصًا لعمر و محمد، ..مسقط رأسه، الموصل مقسمة لجانبين الايمن والايسر ..مع القوات الامنية كانوا ببداية حدود المحافظة، تنفس بعمق وطرح الهواء .

سيرسلونهم لقاعدة يمكثون بها، وهناك سيبداون بطرح الدواعش أرضا، لان معهم توفيق الله، معهم رحمته، معهم اخوتهم..، ساعات من بغداد الى نينوى .

تذكر انه حصل بها الكثير حقًا، احمد نام على كتف منصور ولعابه يسيل على كتفه وعندما استيقظ ورأه مبلل باللعاب، صرخ بتقزز وايقظ محمد الذي اطلق رصاصة بالخطا، والتي ايقظت جميع فتيان السرية بالخلف .. واحد القادة بالامام ! .

بسبب صوت الرصاصة، انتفض السائق وخرجت السيارة عن السيطرة ظننًا منه أنه هجوم ما، و اوقف السيارة بالخطا بقوة لكي لا ترتطم بالمراكب الاخر ! والجميع ضُرب بالمقاعد خصة الذين لم يستعيدوا وعيهم بعد .. كل هذا واحمد لم يستيقظ! .. تقريبا هو الوحيد الذي لم يحصل على ضربة لأنه وضع حزام الأمان .

منصور نزل بسرعة وتكور كطفل يبحث عن حذاءه في باص، كي لا يراه احد و يحصل على توبيخ محرج من احد القادة؛ نظر لاحمد بحقد، وهو من سخر منه لأنه وضع الحزام! .

تنفس السائق بعمق وباقوى ما امتلك، استدار ليرى ما حصل، رأى الجميع متكدس فوق بعضهم، الحقائب وقعت جراء الاستدارة غير المتوقعة! .. و شخص لم يستيقظ ؟ .

تنهد ولا يزال الخوف داخله، أعاد تحريك السيارة، .. كان عمر يتذكر ايضا، أن احمد عندما استيقظ و قالوا له، راح يسخر من منصور ويقول ' اوه ، هل انت جبان لتصرخ..؟ محمد ارجوك قل كيف بدت صرخته، .. ليتك سجلتها، كنت ساضعها نغمة لهاتفي ' .

" بالله عليك عمر ما اسمها ! ، لالا لن نقول؛ لانها ستكون ام اطفالك صح ؟ هيا هل انا محق ؟ " .. انتشل احمد عمر من شروده بتفكيره المنحرف، هو بأي حال ويقول له هذا ! .. صفع جبينه بيأس هذا الفتى لم يتغير رغم كل شيء ، وامه متفانية في إيمانها لم تحرمه من جهاده ولا هو رفض .

اما منصور فقد طبعت صورة وجهه بذاكرة عمر، عندما سمحت له فاطمة بالذهاب .. كاد يقفز من جلده بسبب شدة الفرح، .. لكنه لم يسمع همس فاطمة من بعد هذا ، إذ قالت " .. حلمي انقضى حل القضاء​ " .

وصلوا للقاعدة، و فور رؤيتها صرخ احمد و محمد " واخيرا !! " .. نظرا لبعضهما وقالا معا " نحس ! " .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now