٥ || نُفُوسٌ ضَعِيْفَةٌ .

316 40 283
                                    

يرجى تنبيهي بشان الاخطاء الإملائية ..
.
.

ضوضاء المسرح بعيدة تشعر بها، هناك صوت صراخ وصوت ضحايا يُعنفنّ تتعالى لكنها فقط على مسافة لم تحس بها، هذا ما أقنعت نفسها به، وتساءلت اهي استراتيجية اتخذها عقلها دفاعية ام انها فقط فقدت ما تبقى منه فعزلت مشاعرها عن افكارها.

وضعت يديها على اذنيها تريد الاصوات بعيدة ولا تقترب، انميتها كانت عندما بدأت تدريجياً تستعيد وعيها، زاد ضغطها على راسها بمحاولة عابثة لعزل الاصوات اكثر.

فتحت عينيها عندما أدركت فشل محاولاتها، واول ما لاح بصرها اعين شهوانية تحدق بيها، اتشتهي المال ام ما يحاول عقلها نكرانه؟، وضعت يديها على معدتها وضغطت بقوة لتخفيف آلام ركلات حصلت عليها جرّاء مقاومتها لم يتكللها النجاح.

أن كان الرجال يقفون و يتعذبون بالضرب حد الموت حرفياً من قبل خلايا التنظيم، فموت الانثى قصة أخرى لها حساب خاص، حدقت بالمكان، راسها مثقل بالافكار والصداع الذي نزل عليها ككهرباء تنساب في ماء .

" زينا " حسناءٌ سورية الاصل، ضحية مع كواعب أخريات، وجهها حوى مقلتين تزينتا بلون الاعماق الزرقاء مع دُكنة، وحمل شفاه متشققة عليها حُمرة اضفت عليها جمالاً اخّاذاً، وبشرة رضت بالتقاسم مع الحنطة نفس اللون.

اجفانها توسطت حدقتيها بنعاس نابع من تعب، ببديهة انتبهت رغم التعب انها ليست في بلادها،كانت على شبه يقين؛ فالساعات في الصندوق الخلفي مع مليحات غريبات بالإضافة لفترات الاغماء المتقطعة التي تعرضت لها ليس له تفسير اخر .

نحر الشك بسيف اليقين، حين التقطت اذنيها لهجة عراقية-مصلاوية تعرفها جيداً من اقاربها، لم تكن بمنطقة قريبة مع الحدود لتتواجد بمكان يحتوي هذا الكم من العراقيات.

كل واحدة تضم ملابسها لها اكثر، تلك العيون.. كلها خطر وجوع، كلها شهوة مقرفة تبعث القشعريرة، كلٌ منهم يختار وكأنه يتبضع من سوق الصفارين! علم كبير تشوه اسم الجلالة بسببه توسط غرفة التبضع ، به اسم سيد البرية و الرب، .. الذي جعل الجحيم واسع بما فيه الكفاية لهم كلهم .

كانت تتنفس برعب وعينيها أضحت تشدد النظر ، شهيق يأخذ ثواني وكذا حال الزفير ، الخوف مرغها تمريغًا؛ أشار لها .. هي، التي هزت راسها بهلع، من يدها سحبها .. وخلفه مشت لا تعلم اين او ماذا سيفعل بها - في هذا الوقت -.

انها تلك النظرة على عينيه ، جعلت دموعها تسيل ، .. هي بنظره تجسيد لحور العين، و لكن ماذا عنها ، وحش .. اقرب وصف له عندها .. ذهب هو لـ ' مالك السبية ' واخذ يعرض عليه المبالغ، والاخر تتسع ابتسامته الراضية اكثر .

دموعها تتسابق اما للقفز من وجنتها او تلميع عينيها بحمرة الجمر بصورة زجاجية فيها ، لا خمار و لا ستر ، الرب اعلم بحالتها و علّه يرحمها، وضعت هذا كخيار، تقدم منها وجرها من شعرها الاشقر المُذهّب متجاهلا مقاومتها البائسة مثل ذراعيها المُجرّحة، خرج بها قرب سيارة عالية و دفعها الداعشي بقوة ، لم تكتم شهقاتها العالية ، يرى رفضها إلا أنه مستمر بألقاء النظرات لها .

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Where stories live. Discover now