١١ || مُقَيّدَانِ .

171 32 106
                                    


.
.
.
بالفعل وجدوا خطة محكمة لإنهاء امر تلك القاعدة، اثنان من القادة المتخصصين تدبروا هذا، احتاجوا نصف نهار لذلك، في حين كان القادة يخططون ، اجهر احدهم بخبر عودة عمر ، وفور دخوله صلى الجميع على الرسول .. والتفوا حوله يهنئونه على نجاح الخطة، لكنه بصعوبة يبادلهم .. اخبروه بالخطة فركز معهم بها .

عندما انتهوا من أخباره بالخطوات عاد لشروده الغريب، ما احتاج احد من أصدقائه اكثر من دقيقة ليعرفوا أن هناك خطب ، اول من تقدم وسأله عن الأمر .. محمد .

دنى منه وجلس، فلم يلحظ وجوده، استغرب محمد هذا، وهمس باسمه عدة مرات، لا يزال يحدق بالارض وكانها ملكة جمال، حينها حطت يد احمد على عنق عمر من الخلف بقوة، فرفع رأسه فورا .

" هكذا ينتشلون الشخص من شروده وليس بنداء رقيق ، عزيزي محمد " .. و كما تدين تدان، فقد ضرب منصور احمد بنفس الطريقة.

حين ناظروا عمر كانت عينيه تدمع ! .. توتر احمد بشدة حد ان جبينه تعرق، تقدم منه فورا وقال على عجل " اسف حقا لم أعلم أنها مؤلمة هكذا لن اكررها اعدك ! " .

" ليس لهذا يا احمق " دفع عمر احمد بقوة وشتم! حتى محمد كان مصدوم بسبب هذا ! .. وقف الذي وقع أرضا بغير تصديق، .. رغم أنها لا تؤلم لكنها غريبة للغاية .. تلك الدفعة ! .. طرف عمر عدة مرات " عذرًا منك يا احمد حقًا، انا اسف " .. نظر الجميع له نظرة ذات مغزى .

قال أحمد بإدراك :" هذا ان دل على شيء فهو ان الذي جعلك شاردا هو أمر سيء " .. اشاح وجهه بحزن ، و كأنه يوافقه .. تبادلوا النظرات المُستاءة .

" اختي .. رايتها بالقاعدة هناك بين الاسرى، و .. وكانت " .. رفع بصره عليهم، ولمحهم يحدقون به بتفاجئ، هو الذي يجب أن يحمل هذه التعابير لا هم !، شبك كفيه ببعض .. ونظرات الهم والقلق والتوتر ، حمالها وجهه .. فقط بأي وجه سيقابلها ؟! هي من القهر حتى لم تتعرف عليه وهذا ما حز في نفسه.

_____________

وقت التنفيذ .. منصور اكثرهم حماسًا إذ يشعر أن وجوده هنا هو معجزة حلت، محمد و بحق يريد الموت اكثر من اي شيء اخر، لطالما تساءل ما فائدة حياته دون أهله ؟ .. فليلحق بهم شهيدًا! .

احمد يتمنى أن يرجع باذن الله منصورًا، يعلم أن امه تنتظره بألم، رغم أنها من دفعه لهذا الا ان الامنية التي جوهرها عودة ولدها ، عمر خائف، كان هدفه كمحمد لكن الان ! .. يريد فقط رؤية تلك العينين الخضراء .. حضن شقيقته .. أن يطمئنها، هذا هو الاهم و الاولوي.

صلاة الظهر اتموها وقاموا، الكل صلوا على التراب، تراب الوطن، خطب بهم القائد الأعلى و رفع معنوياتهم ، والان هو الوقت المنتظر .. نيتهم بالبدأ كانت اولا .. الذهاب لتلك القاعدة .. و قبل هجوم الانتحاريين .. ركبوا نفس المركبات بنفس الترتيب ، وقبل اي شيء قال منصور " الطريق ثلاث ساعات فقط.. لا تنم ! سببتَ عقدة للكل "

مُرادِف المَوت"داعِشْ"Onde histórias criam vida. Descubra agora