[ 9 ]

27.6K 2.6K 1.7K
                                    


⚪⚪⚪⚪⚪⚪

” أنسة إزابيل. إن الأمور أعقد من ذلك بكثير. وما حصل لبيتر وعائلته امر صدقيني... سأندم عليه ما بقيتُ حياً، لكنني سأعمل على إصلاحه إن بقيتُ حياً، لذلك لا تقلقي.. سأفعل ما بوسعي في ذلك “

ترددت كلمات اللورد أغسطس في ذلك اليوم عندما كنا سوياً في مكتبته في رأسي فور رؤيتي لـ بيتر أمامي. وعلمت فوراً أنه إلتزم بكلمته.. فهو لم يمت وأصلح ما أخطأ فيه أيضاً.

إبتسمت مردده بنبرة ممتنه:
" إذاً لقد أعادكم حقاً "
" لكنه لم يتخلى عنا من الأساس "

هكذا اجابني بيتر بينما كان يتخذ طريقه عبر السلم إلينا لأرفع حاجباً مستفهمة فيكمل كلامه عندما سكن على الأرض:
" لم نخبرك وقتها لأنه كان من الممكن أن يصل الأمر إلى الضيوف وتتعقد المشكلة وأعتذر لذلك حقاً. "
" تخبرونني بماذا؟ "

تساءلت وأنا أنقل بصري بين بيتر وإرنست. ليجيب إرنست ثم يكمل عنه بيتر:
" إن اللورد لم يتخلى عن عائلة بيتر. بل أرسلهم إلى مكان أخر "
" لقد أرسل ثلاثتنا إلى منزله هنا في لندن والذي كان قد غاب عنه لوقت طويل بعد وفاة السيد والكر. وكان يأمل أن يعود إليه لذلك أرادنا أن ننتظره هنا ونجهز المنزل لعودة سيده.. وقد عاد "

فغرت فمي وقد إستوعبت حينها لماذا لم يقم اللورد بالمجئ ووداعهم. وأنا التي كنتُ غاضبة عليه واظن أنه لا يهتم بهم، لكن إتضح إنه أكثر من كان يفكر فيهم.

" أنا سعيدة لذلك حقاً "
صرّحت بذلك ثم إلتفت ناحيه آنّا لأجدها تبتسم بحب كبير ولم تفارق عيناها بيتر. للتو تذكرت كونها تتبادل الرسائل معه إذاً لابد أنها كانت تعلم عن كل هذا وأنا كنت الوحيدة التي تركت في الظلام.

" كنتِ تعلمين أننا سنأتي إلى هنا؟ "
" آه؟.. نعم أنستي. لقد.. لقد أخبرني السيد بيتر في رسالة في نهاية الإسبوع الماضي أن سيدي اللورد والسيد إرنست كانا يفكران في الإلتقاء، أردت إخبارك لكن حصل ما حصل وقتها ونسيت الأمر "

هززت رأسي متفهمه ثم عدت ونظرت إلى إرنست. هو الأخر كان يعلم لكنه فضل عدم إخباري. أخرجت نفساً وضيقت عيني بينما أنظر إليه وبطريقه ما علم ماكنت أفكر فيه ليقول مدافعاً عن نفسه:
" لو كنتُ أخبرتك لما رضيتي القدوم معي! "

صحيح. أعترف بذلك، لديه وجه نظر. قلتها لنفسي وأنا أنظر جانباً وقد إستوعبت للتو أن وجود بيتر هنا يعني أن هذا المكان هو منزل اللورد أغسطس بلاك وود في لندن.

" أكره أن أقطع حديثنا الشيق لكن سيدي في إنتظاركم في الداخل. تفضلوا بالدخول يا سادة"
عاد بيتر ليتحدث بصوته الوقور ونبرته الباردة التي تميزه كخادم من الدرجة الأولى فتبعه إرنست ثم آنّا بينما بقيت لثوانٍ أستوعب فيها أنني حقاً سألتقي باللورد أغسطس.

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن