[ 15 ]

27.2K 2.4K 1.9K
                                    


⚪⚪⚪⚪⚪⚪

لم أكن في العادة كثيرة الخروج من الكلية إذ كنتُ أقضي وقت فراغي برفقه ماري داخلها. ومرتين كل شهر كنتُ أذهب للقاء إرنست خارجاً.

لهذا ولأن خروجي كثُرَ في الأيام الماضيةِ أبدت المعلمة إنزعاجها عندما ذهبنا لأخذ إذن للخروج.
إضطررنا للكذب عليها وإخبارها بأنني ذاهبة لزيارة إرنست لأنه متعب بعض الشيء. ولكون المعلمة تعلم أنه أخي التوأم المقرب أعطتنا الإذن مستسلمة في النهاية.

كان الشعور بالذنب يغمرني ونحن في العربة متجهين إلى منزل اللورد أغسطس.
آنا هادئه للغاية عكسي إذ كنتُ متوترة وخائفة ونادمة قليلاً.. كدتُ لمرةٍ واحدة أن أطلب من بيتر العودة بنا إلى الكلية حتى لا أضطر لمقابلة اللورد أغسطس مجدداً ووحدي!
لكن فور تذكري لإلمر وآللورا تراجعت فوراً.

كان المطر ينهمر بغزارة عندما وصلنا إلى المنزل وكان بيتر في إنتظارنا وهو يحمل مظلة مفتوحة بيد وواحده أخرى مغلقة باليد الأخرى.

توقفت العربة أمامه فأسرع يفتح الباب لنا وهو يمد المظلة لي لكي أخرج تحتها وقد أدى ذلك بالطبع لإبتلاله.

إبتسمت ونزلت ثم أخذت مظلتي من آنّا التي كانت تقف على وشك النزول. قلت له:
" لدي مظلتي لكن آنّا نسيت خاصتها "

بالطبع كنت أمزح فقط وقد علم بيتر ذلك لأن آنّا كانت ممسكة بخاصتها في يدها الأخرى وإندهاش برئ يظهر على وجهها بسبب كلامي. لكنه تظاهر بالعكس ومد يده كرجل نبيل لها لكي يساعدها على النزول وسط حُمرة غزت ملامحها فوراً وهي تتجنب النظر إلي بينما تنزل بمساعدته لتستقر قربه تحت مظلته. إلتفت بيتر ناحيتي قائلاً بمهنية:
" إن سيدي بإنتظارك في الداخل أنستي "
أخذتُ نفساً وأطلقته ثم تقدمتهما إلى السُلم.

فُتح الباب قبل أن يُقدم بيتر على ذلك وظهر وجه اللورد أغسطس عبره مُرحباً وقد فتحه على مصراعيه.

رؤية وجهه بالفعل جعلتني اتأكد أن الهرب غير ممكن بعد الأن. فها أنا ذا أقوم بزيارة رجل لا يقرب لي وحدي في منزله دون علم والديّ.... لكن ليس الوقت مناسباً لهذا التفكير.

دخلت ووجدت بينيبرا تقف قرب سيدها بإبتسامة مرحبه. جعلني رؤيه وجهها المألوف أرتاح قليلاً، إذ قالت وهي تأخذ المظلة مني:
" مرحباً بكِ أنسة إزابيل "
" اهلاً بينيبرا. كيف حالك؟ وكيف والدتك؟ "

" نحن بخير وسعيدون بمجئيك "
إبتسمت بتلاعبٍ فكدت أن أتنهد، فالجميع أصبح يعرف قصتي مع سيد المنزل.

" أنسة إزابيل، يمكننا الذهاب والحديث في غرفة المكتبة "
تحدث اللورد بنبره هادئة وعملية جعلتني أنظر إليه بإستغراب لحظي قبل أن أهز رأسي قائله:
" نعم بالطبع. "

طلب اللورد من بيتر إحضار بعض العصير ليذهب مع أخته ليلبي الأمر بينما تبعتنا آنّا.

كانت الأفكار تتزاحم في رأسي أثناء طريقنا عن كيفية طرحي لما أريده منه، وإن كان سيرفض طلبي للسبب الذي ذكرته آنّا قبل حضورنا أو سيستمع لأمنيتي.
وبسبب ذلك لم أنتبه أين ومتى وصلنا إلى غرفة المكتبة إلا عندما لفتتني – كالعادة – الرفوف الكبيرة والملئية بالكتب والتي غطت ثلاث حوائط من الغرفة الواسعة.

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن