[ 18 ]

24.4K 2.3K 815
                                    


*السرد في هذه الحلقة من منظور الشخص الثالث*

⚫⚫⚫⚫⚫⚫


كان فريد ماركلين يشعرُ أنه في حلم. حلمٍ كان يزوره كل يوم تقريباً لستة عشر سنة ماضية، يلتقي فيه بإبنته التي أُبعِدتْ عنه فجأة دونما إنذارٍ أو وداع.

لكن هذه الفتاة التي في حضنه الأن، بدفئها وملمس جسدها الحقيقي  تؤكد له أنه ليس بحلم.
بل هي حقيقة.

لم يتوقع أبداً عندما أخذه الماركيز بلاك وود وتلك الصبية إبنة غرين ليلتقي أحدهم أن تكون هي آللنور إبنته الأولى من زوجته وحبيبته مادهوري.
ولا يزال لا يستطيع إستيعاب علاقتها به وبإبنة غرين. لكنه لن يُتعبَ رأسه بالتفكير عن الأسباب الأن.

فعندما شعر أنه إكتفى قليلاً من وجودها في حضنه أبعدها ليتأمل وجهها المألوف قليلاً.. كانت عيناها المبتلتان بالدموع مدموجه بلونين.. أحدهما أخضر يشبه لون عينيه والأخر لون داكن ذكره بلون عيني مادهوري على الفور، وغير ذلك كانت نسخة تمامة عن والدتها عندما كانت في مثل سنها. تغيرت تماماً عن أخر مرة رأها فيها وهي طفلة في الخامسة.

إبتسم فريد ماركلين وهو يهمس:
" أصبحتِ تشبهين أمكِ كثيراً "
" نعم. لقد قال الجميع هذا "
" هل هي بخير؟ "
" في أحسن حال. إنها بخير وتعيش حياتها كما تريد"

جملتها تلك ورغم كونها لا تشفي غليلَ فضوله عن معرفة حقيقة ذهابهما قبل أكثر من عشر سنوات إلا أنها جعلت قلبه يهدأ قليلاً وهو يعرف أن مادهوري بخير.

هز رأسه مبتسماً بإنشراح وقد تجمعت بعض الدموع في مقلتيه هو الأخر لكنه لم يسمح لها بإفساد اللحظة وهو يمسكُ بيد آللورا ليأخذها إلى المعقد الكبير الذي توسط الجلسة في المكان.

لم يفلت يدها وهما يجلسان ولم يضيع الوقت وهو يسألها بالكثير من العتب في صوته:
" أخبريني آللنور.. أين كنتما وما الذي حصل؟ لماذا فجأة إختفيتما دون رسالة أو أي شيء ليخبرني عن مكانكما!.. ما الذي حصل في السنين الماضية؟ وكيف.. كيف عشتما؟ هل.. هل مادهوري.. هل أصبحت تكرهني؟ هل كرهتني لذلك تركتني؟ "

فجأة بدا صوته كسيراً في أخر جملته ليجعل الإستغراب يغزو آللورا فهي التي ظنت أن والدها ربما تمكنت منه السيدة ماركلين وغزت رأسه بأفكارٍ ولم يعد يحب والدتها. لذلك لم يبحث عنهما وتزوج بعد ذهابهما.

لكن ملامحه الأن وهو يسألُ عن والدتها بهذه النبرة جعلتها تتأكد أن السيدة أماندا كذبت في أمر ما.
أخذت نفساً ثم وببطء أخذت تحدثه عن كلما حصل.

عن حقيقة ما حصل تلك الليلة مع أماندا، وعن القرار الذي إتخذته والدتها من أجله ومن أجل عائلة ماركلين.

إستمع لها بصمت. والألم في صدره يزداد في كل لحظة. هو يعلم أن هناك امراً ما أخفي عنه وأن لابد أن أماندا قد فعلت شيئاً ما لكنه لم يستطع وقتها فعل شيء.

{ الخادمة }Où les histoires vivent. Découvrez maintenant