[ 12 ]

28.5K 2.5K 720
                                    


⚫⚫⚫⚫⚫⚫


تواجد إلمر وآللورا في نفس الغرفة التي استقبلنا فيها اللورد أغسطس يوم البارحة.
وقف إلمر أمام ذلك الباب الزجاجي الكبير والمطل على الحديقة الخلفية وهو يراقب في صمت تساقط قطرات المطر في تنافس كبير محدثه ضجة كبيرة.

بينما جلست آللورا على كرسي فردي وقد كانت تنظر ناحيه يديها المتشابكتين في حجرها بشرود إلى أن دخلتُ برفقه إرنست.

أغلق بيتر الباب خلفنا وقادني إرنست إلى مقعد ثنائي لأجلس أولاً ثم هو.
كانت آللورا تراقب فيّ وقد لاحظت إحمرار وجهي وإتساع عيني فسألت ببعض قلق:
" إزابيل، هل انتِ بخير؟ تبدين... غريبة "

نظرت وأخي إليها. إرنست مبتسم بخبث وأنا بهلع إذ لم أظن أن ملامحي مكشوفة لهذه الدرجة. لفت سؤالها إلمر الذي إلتفت إلينا قائلاً:
" ما الأمر؟ هل من مشكلة ما إزابيل؟ "
" آآه.. كلا، انا بخير تماماً. فقط.. أشعر.. بالحر "

أجبته بإرتباك دون أن أنظر لعينيه خَجِلة وبقربي إرنست يحاول كبح ضحكه من الخروج. حاولتُ تجاهله وأنا أرى إلمر يقترب ناحيه الطاولة حيث إناء ماء باردٍ قام بسكب بعضه وأعطاه لي قائلاً:
" خذي بعض الماء، سيساعدك "

بيد مرتجفه أخذت الكوب منه وأنا أشكره، بينما علق إرنست بقربي بهدوء حيث لم يسمعه أحد سواي:
" ربما سيساعدكِ اللورد أغسطس أكثر من الماء "

توقف الماء الذي كنتُ أشربه في منتصف حلقي بسبب ما قاله وبدأت اسعل بشدة، فذُعر كِلا إلمر وآللورا وهما يسألان إن كنتُ بخير بينما إرنست المجرم يقوم بمسح ظهري بيده ببطء قائلاً:
" إشربي الماء ببطء عزيزتي.. لن يأخذه أحدٌ منكِ "

رمقته بغيظ شديد فها قد بدأت أفعاله البغيضة هذه. مره أخرى أخبرت أخي وآللورا أنني بخير بينما وضعت الكوب على الطاولة قبل أن أتهور وأقوم برش بقيته على أخي التوأم الرائع هذا.

بعد أن تأكد إلمر أنني بخير ذهب وجلس على كرسي منفرد مقابل لآللورا وقد تنهد وهو يمرر يده داخل شعره.

نظرنا إليهما لوهله ثم إلى بعضنا قبل أن يقول إرنست:
" وإذاً.. إلى ماذا توصلتما؟ هل أنتما مستعدان لقول الحقيقة؟ "

لم يجبه إلمر بل هز رأسه إيجاباً فقط ثم قال بعد وهله بنبره هادئه:
" إرنست.. أيمكنني أن اسألك سؤالاً؟ "
" بالطبع.. اسأل ما تريد "

"... إزابيل تريد معرفة الحقيقة وهي تفكر في مساعدتنا.. لكن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ستفعله بعد معرفتها؟ أنت .. لست موافقاً على فكرة زواجنا فهل.. ستخبر والدينا أم ماذا ستجني بعد أن تعرف؟ "

كلام إلمر كان جارحاً، كأنه يقول:
لماذا علي إخبارك وأنت لا توافق على زواجنا؟ ربما ستخونني وستخبر عنا لتنهي كل هذا وتحصل على ما يرضيك.!

{ الخادمة }Where stories live. Discover now