زيارة صيفية

30.2K 2.6K 1.6K
                                    


°  اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين °


¬
¦
¦
¬

خرجت الخادمة من غرفة الزينة تاركةً سيدتها تقف أمام مرآتها المُذّهبة وهي تنظر إلى إنعكاس صورتها بذهن مشتت.

لم تدقق النظر في شكلها رغم كونها كانت في أبهى حله. ثوبها الذي صممه أشهر المصممين في لندن إنسدل بحريرية مُتسعاً على بشرتها المخملية الناعمة، لونه الذي ماثل لون شعرها الأصهب المرفوع عالياً بمشبك أسود جعلها تبدو كجمرة متقدة في ذلك الصباح الصيفي. زُين نحرها بعقد لؤلؤي لمّاع ماثل أقراط أذنها وحلي يديها، ولقد كان ذهنها مشغولاً عن كل ذلك.

إستقبال الضيوف والتأكد من إرتياحهم في غرفهم، التأكد من أن يقوم كل خادمٍ بعمله المخصص له والعناية بكل ضيفٍ بالشكل المثالي، الإهتمام بأن يتم تقديم الطعام في الوقت المحدد وأن يناسب كل ضيفٍ وذوقه، إشرافها على أن يحظى الضيوف بوقت ممتع طيلة أيام بقائهم في ضيافتهم...

ينتظرها الكثير لتقوم به وجميعها أمورٌ جديدة بالنسبة لها، لهذا تشعر وكأنها في إختبار مهم لها كسيدة لمنزل آل بلاك وود سيثبت نجاحها فيه أنها ملائمة وتستطيع حمل مسؤولية لقب زوجها معه.

وكما قبل أي إختبار لابد أن تشعر بتوترٍ كبير. توتر جعلها لا تهتم بتفقد شكلها والزينة التي تعبت الخادمة لنصف ساعة وهي تتأكد من ملائمتها لفستانها.

كما جعلها لا تنتبه لتلك الضجة الخفيفة التي صدرت من الباب القريب من طاولة زينتها والذي يؤدي إلى غرفة النوم الرئيسة للجناح.

كانت قد قررت ما ستفعله. أمسكت بأطراف ثوبها بحزم وإلتفتت ناحية الباب الجانبي الأخر والذي يؤدي إلى خارج الجناح. بخطوات واسعة خرجت إزابيلا في اللحظة التي دخل فيها زوجها أغسطس من غرفة النوم ليتفقدها. وجد المكان خالياً لكنه سمع صوت إنغلاق الباب الثاني فعرف إلى أين تتجه زوجته.

في صيف عامها الرابع والعشرين واجهت إزابيل أول تحدي كبير لها كاليدي بلاك وود. حيث ستستضيف وزوجها أغسطس أفرادً من عائلتهم وبعض الأصدقاء والشخصيات المهمة من معارفهما من العمل في منزلهما الصيفي في برمنغهام.

دعوة جاءت بعد إنقطاع لقرابة أربعة سنوات لم يستضف فيها المنزل غير سيده وزوجته بعد أن تزوجا قبل سنتين تقريباً.

ورغم كون الليدي إزابيل قد إستضافت الكثيرين في منزلهما في لندن من قبل بل وأقامت حفلاتٍ وإجتماعات للجمعية الخيرية التي تنشط فيها وإجتماعات أخرى تخص عمل زوجها، إلا أن إستقبال ضيوف للإقامة لثلاثة أسابيع أمرٌ مختلفٌ تماماً.

بدأت التخطيط لهذا اليوم قبل أشهرٍ ولازالت حتى الأن تشعر بالتوتر والقلق من أن يحصل أي خطأ يسئ بسمعتها وزوجها.
لذلك أسرعت بخطاها عبر الممرات الداخلية للمنزل والتي تؤدي إلى المطبخ وملامح القلق مرسومة على وجهها.

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن