[ 19 ]

27.5K 2.4K 543
                                    


⚪⚪⚪⚪⚪⚪


يمكنني القول بكل تأكيدٍ أن خطتي قد فشلت بشكلٍ كبير.

كان من المفترضِ أن نضرب عصفورين بحجر واحد بمجئينا إلى هذا الحفل.
أن نبعد أوليفيا عن ملاقاهِ الدوقة ماركلين وبالتالي إبعادُ إحتمال معرفة والديّ لحقيقة آللورا قبل الأوان المناسب لها.
وأن تلتقي آللورا بوالدها الدوق ماركلين و تطلب منه إيقاف زوجته عن إفساد سمعة أسرتنا.
تحقق الجزء الثاني، لكن فشل تحقيق الجزء الأول قلب الطاولة علينا بشدة

أخبرتني لورا بهمسٍ معتذرٍ بعد أن إختفت الدوقة داخل الغرفة التي تحوي زوجها وابنته أنها لم تستطع تمييز أوليفيا عندما إقتربت منها هي والدوقة ماركلين بينما كانتا برفقة والدتها إلا بعد أن عرّفت عن نفسها، وبالتالي فات الأوان لكي تمنعها من الحديث مع السيدة أماندا.
وهذا ما قاد لما حصل قبل قليل.

دخلتْ الدوقة إلى الغرفة غاضبة لإستغفالنا لها ولابد أنها الأن تقلب الدنيا على رأس آللورا، لكن على الأقل سيكون الدوق ماركلين برفقتها لذلك لن أقلق عليها.

علي الإهتمام بهذه الغاضبة أمامي، أوليفيا التي بقيت وهي تنظر إلي بعينين حارقتين ومتعطشتين لتعرف سبب الذل الذي لابد أنها لاقته على يدي الدوقة أماندا. كلامها السيء عن أسرتنا وحقيقة كون آللورا كانت خادمة، واخيراً.. علاقتها بعائلة ماركلين.

معرفتُها ستؤدي لمعرفة أبي وأمي لما أخفاه إلمر، وحينها لا أدري هل علي أن أخشى من ما سيفعلانه. أم علي ان أخشى ما سيفعله أخواي إلمر وإرنست لمخالفتي أوامرها والذي أدى لإفساد كل شيء. وإن كانت نيتي صافية عندما قمتُ به.

تراجعت لورا قليلاً بإرتباك وهي تلاحظ نظرات أوليفيا وقد قررتْ أن لا تتدخل. بينما ثَبَتَ اللورد أغسطس بقربي وقد كان هذا أول لقاء له بـ أوليفيا كبيرة أبناء عائلة غرين والتي في الحقيقة تماثله في العمر!

إبتلعتُ غصة في حلقي وحاولتُ أن أكون هادئةً وأنا أقول:
" اوليفيا.. لا أظن أن هذا مكان مناسب لهذا الحديث، يكفي ما حصل قبل قليل وجَذبَ أنظار بعض الناس... "

قاطعتني وهي تتحدث بجمود بينما تنظر للفراغ:
" إذاً.. فسبب عدم دعوة الليدي كاميليا والكونتيسة ماريا لي هذه المرة وسبب إمتناعهما عن الحديث معي الليلة وكل تلك النظرات التي تلقيتها من نساء لندن... كان بسبب آللورا؟ "

ختمت حديثها وهي تعود لتنظر إلي.
" أوليفيا كلا.. أعني نعم.. لكن إن الأمر ليس هكذا. لقد قامت الدوقة ماركلين بتكيبر الإشاعة ونشرها بقصد.. بقصد إخافة آللورا و... "

لم أستطع ان أشرح لها والإرتباك على محياي وقد تشنجت يداي اللتين كنت أحركهما هنا وهناك بينما أحاول أن أشرح لها بدون فائدةٍ تذكر، ليقوم اللورد أغسطس فجأة بإحاطه كلتا يدي بيده اليسرى الكبيرة وإنزالها لأسفل ليجعلني أرفع نظري إليه مندهشة فإبتسم لي مطمئناً ثم حول بصره إلى أوليفيا التي تبدو وكأنها إنتبهت لتوها من يكون هذا الرجل:

{ الخادمة }Où les histoires vivent. Découvrez maintenant