|4|

61.9K 6.1K 5.8K
                                    

‏"لا أعرف ما الحبّ، ولا كيف يبدو
لا أعرف طعمه، أو كيفية الشعور به، ولا رائحته.
لكنّني أتنفسك،
أتذوقك.
كل سطح لامع يعكس صورتك ودفئك
في كل واجهة زجاجية
في كل رائحة حلوة.. أنت"














كوّبت وجهي بيداي أبتعد عن ألباب بعد أن صرخت وضربته كثيراً دون فائدة،جلست أحتضن قدماي متكئة على ألجدار أمام ألباب.ما ألذي يحدث؟لماذا أشعر بوجوده!لماذا حتّى أنا قادرة على ألشعور به بعد هذه ألمدة ألطويلة من الأنفصــ- الأنقطاع.

بعد دقائق عديدة من ألسكون،صوت خطوات أقتربت من ألباب ألذي يمنعني من ألخروج.

فتاة شقراء بقوام ممشوق ظهرت أمامي،ترتدي فستان ضيق أبيض يظهر تقريبا كامل ساقيها،شعرها مموج بشكل جميل ينسدل على أكتافها،ترتدي نظارة طبية ناسبت مظهرها جداً.

"مرحباً،أخبرني لوكاس بوجودكِ هنا،هلاّ تتفضلي معي؟"
هي قالت بلطف تشير لي بيدها للخروج من ألغرفة،نهضت من على الأرض أمسح على بنطالي من ألخلف رغم أن الأرضية كانت لامعة.

"أهلاً،أين هو الآن؟"
حاولت أن أردّ بأسلوب مشابه لخاصتها.

"سيعود بعد قليل"
أبتسمت لي مرة أخرى ومشت أمامي عندما أومئت لها بتفهّم.

مشيت بي داخل ممر أبيض تعلوه أربع ثريات لامعة مضيئة بنورها الأصفر،تتوزّع ألنوافذ على ألجانب الأيمن له بمسافات متقاربة،ألسجاد ذو ألزخارف ألدقيقة يغطي الأرضية حتى ألنهاية.

"عفواً ولكن ألى أين نتجه؟"
هي وقفت بنهاية ألممر وأبتعدت تكشف لي عن ألباب الأبيض ألذي كان يلائم لون ألجدار بشكل مذهل.

"هذهِ غرفة ألزعيم"
أشارت بكفيها لي وحدَّقتُ بينها وبين ألباب،ألرعشة ألتي سرت من أعلى رأسي حتّى أخمص قدماي لم تكن ألا بسبب ألعطر ألذي لامس أنفي.

هي طرقت ألباب وأبتعدت بشكل جانبي لأدخل تجعل كل ضعف ألعالم يتجمّع بأقدامي،فتحتُ ألباب بقبضة قوية وبشكل بطيء.

ألغرفة،مظلمة.فقط كما أعتادت أن تكون،مليئة بذلك ألعطر،كما أعتادت أن تكون،دافئة...كما لم تعتد أن تكون.

ألكرسي ألضخم ألذي واجهني بظهره بدأ يدور نحوي ببطئ،يتكئ عليه ألرجل ألذي تمحور حوله وجودي بهذا ألعالم.يرتدي قميص من ألقماش ألاسود أللامع ويتكئ براحة ضد ظهر ألكرسي ألضخم،أحضر عيناه من ألمكتب لي بأهمال،عينّاه جسدّت كل برود ألعالم.وكأنّه صفّاهم من أي ذرة مشاعر قد تكون لأي أنسان.

"ڤيولا"
نطقَ وسكنَ عالمي.
حصلت على دغدغة بمعدتي لبحة صوته،للطريقة ألتي ترتبت بها حروف أسمي بين شفتيه،وكأنه ألوحيد ألذي يعرف ألطريقة ألصحيحة للفظه.

ولكنه لم يختصره.

"حضرة ألزعيم"
رددت متظاهرة بطريقة تنافي ما أشعر به كلياً،هو أيضاً لا يحب لي أن أناديه بالأسم ألذي يسميه به ألجميع،لم تكن بيدي حيلة،رغم أن ذلك أوجعني،أنا كنت مجبرة على فعل ذلك.

فارس الغسق 2 Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن