1 | لا تُعطى الوعود لتُنكث.

2.4K 142 49
                                    









في قاعةٍ متوسطة يستقر بداخلها بضع أشخاصٍ قد ضرب القاضي مِطرقته مطالبًا بالهدوء والإستماع لقراره النهائي.

انخفض الصوت فورًا وإتجهت أعين الجميع إلى من يجلس على كرسي مرتفع عن البقية جامعًا قبضتيه فوق الطاولة بثباتٍ وهيبَة.


" بموجب القانون والسلطة الممنوحة لي أنا أعلن أن السيدة كيم ري وون هي من ستكفُل الطفل هوانغ هيونجين كونها قادرةٌ على تربيته وإكرامه بالملبس والمشرب. رُفِعت الجلسة "
أعلن القاضي ضاربًا بمطرقته للمرةِ الأخيرة.


تهلَل وجهُ السيدة كيم وتجهم السيد هوانغ ينظر إلى الطفل بحزنٍ وأسى، لم يعطي بالًا لتحديقات طليقته الموجهة له بل صبَ جُل إهتمامه بالصغير إلى جانبه.

حرقةٌ ملأت قلبه عندما وجده يحدق في الأرجاء بتشتت حتى علق عينيه عليه، ما عساه قائلًا لطفلٍ لم يبلغ السادسة من عمره بعد ؟


" هيا بنا هيونجين "
تحدثت السيدة كيم تقترب من الأب وإبنه ثم إمتدت يدها نحوه تطالبه بإمساكها.



" إحملني أبي "
نهض هيونجين من مكانه وتشبث بساق والده محتضنًا إياه.



عقدت ري وون حاجبيها وأمسكت ذراع الصغير ساحبةً إياه بقليلٍ من الشدة
" هيونجين ! "
حاولت بقدر الإمكان ألا تخيف طفلها بصوتها أو حتى نظراتها الحارقة فرمش هو عدة مرات قبل أن يحاول التملص من بين يديها.



تركته ري وون متعجبةً تصرفه هذا لكنها قبضت على كفيها فورًا بعدما رأته يختبِئ خلف والده متشبثًا بساقه مجددًا، أشاحت ببصرها بعيدًا دون قول شيء، تعلم بأن الشخص أمامها سيقنعه بالذهاب حتى وإن لم يرغب. فلا حيلة له سوى الخضوع للقانون.



جلس المدعو هوانغ جانغ يون على ركبتيه وإسقرت كفيه على كتفَي طفله بإبتسامة ودودة
" أصغي إلي عزيزي، أنت ستذهب للعيش مع والدتك بعد الأن لذلك عليك الإهتمام بها جيدًا، لا تفقدها كما فعل والدك الأحمق "


" ماذا عنك ! ألن تأتي معنا ؟ "
تفاجَأ هيونجين بحديث والده فهز رأسه بالنفي رافضًا تخيل ذلك حتى.


" أعدك أنني سأستمر بزيارتك ونخرج معًا دومًا. حسنًا ؟ "
لانت نبرته نهاية حديثه وإرتخت ملامحه كاتمًا غصة إحتلت يسار صدرِه ندمًا وحسرة.


" لن أذهب إن لم تكن معنا "
صرح الصغير بإجابةٍ لم تُعطى أدنى إهتمام، فلا أحد من المستمعين قد فكر بإختيار الطفل ومشاعره. الماديات كانت أهم مايحدد مصيره.





دخل لهذا المكان متحمسًا وفضوليًا لما يحويه، لكنه أُخرَج مُكرهًا باكيًا.



فتح السائق باب السيارة فأجبرته والدته على الدخول ولحقت به ثم أغلقت الباب وحدقت به بغضبٍ مكبوت
" لم يستحقنا يا هيونجين، لم يقدر وجودنا ولم يفكر بنا أبدًا. سأكون الأم والأب لك فقط ساعدني وإمحيه من ذاكرتك لعلنا ننسى "


نبرتها الخائبة خرجت مطلقةً البداية لسيلان دموعها التي كُبِحت لأسابيع من أجل طفلها وحسب، طفلها الذي أراد والده ولم يرغب بها.



أخفضت رأسها وحدقت في أصابعها قاضمةً شفتيها، وقد فازت بقلب طفلها عندما إقترب محتضنًا إياها بقوة.


" أسف أمي، سأفعل كل ما تريدين فقط لا تبكي أرجوكِ "
أحاطته بذراعيها وقبلت رأسه عدة مرات بينما حاولت إيقاف القطرات المنذرفة من عينيها لأجله فقط.





تلك اللحظة لم تكُن سوى البداية، بداية رفض الطفل لوالده
كان هيونجين في الخامسة أنذاك، صغيرٌ يُصدِق كُل ما يُقال.

آمن بوالده وإنتظر، لكنه لم يأتي.




عَلِم الصغير بعد جلوسه الطويل أمام بوابة المنزل والهاتف أنه لن يأتي مطلقًا، ولا تُعطى الوعود لتُنكث.



والده قد أخلف وعده فأعلن هيونجين كُرهه.






••••••••••••••••••







شكرًا للقراءة ♡♡






ك: 190315
ن: 190509

by your side | إلى جانبكWhere stories live. Discover now