15 | الخاسر في نهاية الأمر.

801 97 17
                                    








خرج هيونجين من عمله في السابعة مساءً بعد تلقيه لراتب هذا الشهر وجلس في الحديقة القريبة من مكان المتجر.

غدًا يوم عطلة لذلك الحديقة كانت مفعمةٌ بالحياة وصراخ الأطفال السعيد.


أبت عينيه ترك الطفلين الذي شاهدهما منذ قدومه، كانا يلعبان معًا وعندما سقط أحدهم وتأذى إحتضنه الأخر حتى هدأ وعادا للعب.

إستذكر ماضيه بأكمله مع جيسونغ، كيف لم يلاحظ شحوب صديقه عندما مرض ؟ أحاط نفسه بمن حوله وكلما إزداد عمره رغِب بأن يكون محور الإهتمام أكثر فأكثر.

أعاد شعره للخلف وتنهد بعمق محاولًا إستجماع شتات نفسه، وتقبل فكرة أنه أناني، أنه أراد كل شيءٍ لنفسه بينما صديقه وعائلته المزيفة قدموها له بلا تردد في الوقت الذي كانوا يحتاجونه به.

هل سبب ألمًا ومعاناة لزوج والدته ووالدته بسبب طلباته وتدلله ؟ بل والده .. الذي كان يتعمد جرحه ويتواقح معه .. كيف كان يشعر ؟


وعى هيونجين على نفسه في وقتٍ متأخر، فقد كان الخاسر في نهاية الأمر.




" يا إلهي "
سمِع صوتًا مجاور له فأدار رأسه ليجد امرأةٌ عجوز تجلس بجانبه وبين يديها كيسةٌ شفافة تحوي بعض المثلجات.


لم يلقي بالًا لها وإستمر يشرد فط الأطفال بعينيه الذابلة.


" أتعلم أيها الفتى ؟ الجميع بحاجة لفرصةٍ أخرى، سنموت في نهاية الأمر لذلك لما لا نسامح أحيانًا ؟ "
قالت بإبتسامةٍ مطمئنة فنظر إليها هيونجين مستغربًا ثم تحمحم وأسند ظهره على الكرسي.


" أعتقد بأني لا أتفق معكِ في هذا "
قال وتحديقاته ترتكز على كفيه المهملة أعلى فخذه.


" كف عن العناد وأصغي لقلبك قليلًا، كما إمتلكت أنت أسبابًا لابد وأنها تملكها... سأغلق الأن وإياك أن تتصل بي مجددًا من أجل هذا ... ما شأني بمشاكلك مع زوجتك ؟ تفاهما معًا فأنتما من وقع على عقد الزواج "
أغلقت الهاتف وأخذت تتمتم ببعض الشتائم وهي تحدق به، بينما هيونجين تجمد في مكانه وشعر بإحراجٍ كبير للموقف الذي وُضِع به.




سحب حقيبته التي كان يضعها بجانبه وإرتداها ليقف مستعجلًا فهو لا يحسد على ما حدث، لكن أوقفه صوت المرأة وهي تخاطبه.



" لقد سمِعت ما قلته قبل قليل، تفضل "
إستدار وإنحنى قليلًا كشكرٍ لها عندما قدمت له المثلجات ثم أشارت على الطفلين الذي كان يحدق بهما لتردف
" إنهما حفيداي التوأم، هو يي وسي يون "
أشارت أولًا على الفتى الذي بكى ثم المحتضن.

اومأ هيونجين بتفهم ثم عاد للجلوس بجانبها بقليلٍ من التوتر لأنه لا يعلم ما عليه قوله، وإرتكب حماقةً أكبر عندما إنصاع لقلبه وعاد بجانبها.


" هما يحبان بعضهما كثيرًا. في الأمس هو يي جرح ذراع سي يون بغصن شجرة عندما حاول إبعاد حشرة تسير عليها، لم يقل هو يي ذلك له خوفًا من أن يصاب بنوية هلع كما يحدث معه كلما رأى حشرة، وظن سي يون بأنه تعمد ذلك فغضب منه ولم يتحدث معه طوال اليوم "
في نهاية الأمر، علم هيونجين ما تحاول هذا العجوز قوله له.



" لا بد وأن هو يي عانى كثيرًا "
قال بسرحان عندما تذكر بكاء الصغير بالرغم من أن وقوعه لم يبدو مؤلمًا لتلك الدرجة.


" كنت بجانب سي يون حتى أخبرني هو يي بالحقيقة سرًا، وعندها تحدثت إلى سي يون الذي لم يدعني أكمل حديثي فقد ركض فورًا لهو يي من أجل شكره والإعتذار له "
أكملت العجوز حديثها ثم لوحت للطفلين القادمين من الألعاب.


بالرغم من أنهما كانا يتسابقان إلا أن هو يي كان يحاول التركيز على شقيقه وكلما تعثر أمسك به وكأنه ينوي الغش ليسبقه.

وصلا كلاهما معًا في ذات الوقت وصرخا أثناء قفزهما يطالبان بالمثلجات لدى العجوز.

فقهقهت هي وأبعدت الكيس عنهما لتقول
" الأكبر أولًا "
أخرجت المثلجات وأعطتها لهو يي الذي قدمها لسي يون فورًا.

" لقد تغلبت علي لذلك خذ "
قال هو يي فإبتسم سي يون بقوة وسارع بتناول مثلجاته.


نظر هيونجين إلى ساعة يده فوجد أنه قد تبقى بعض الوقت للحافلة التي سيستقلها للعودة إلى شقته فتوقف لينحني إلى العجوز ثم إستقام بإبتسامة
" شكرًا لكِ سيدتي "


رفعت حاجبيها ونظرت إلى المثلجات ثم اومأت
" لا بأس، إنه لا شيء "




قبل مغادرته ربت على رأس هو يي بسرية وهمس بـ
" أحسنت صنعًا "
وقد شاهد الفتى يحدق به بعينيه اللامعتين ويبتسم حتى إبتعد عن أنظاره.







إن كان الأمر متعبًا للصغير هو يي إلى هذه الدرجة، فما مدى صعوبة ذلك لـ .. لجيسونغ ؟







••••••••••••••••••
إنتهى

3 أجزاء تفصلنا عن النهاية ~ بكاء ~

شكرًا للقراءة ♡♡

ك : 190720
ن : 190809

by your side | إلى جانبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن