قد فعل هيونجين عكس ما نواه بعد عودته إلى شقته، إتجه فورًا إلى غرفته وبقى جالسًا يفكر بكيف يفتح صفحة جديدة مع جيسونغ ووالده.
خرج من غرفته ليأخذ الماء لكنه عندما شاهد جيسونغ هناك تردد وعاد لغرفته بعد صراعٍ قصير إنتصر به عقله.
هو ضعيف مهما بلغت قوته، ماذا لو رفض جيسونغ ذلك بعد ما فعلته ؟
هذا كل ما شغل تفكيره للأسبوع التالي.
لسببٍ ما شعر بأنه لن يستطيع التخلي عن بقية أصدقاءه بنفسه وبهذه السهولة، جميع من رفضهم هم من هجروه في المقام الأول.
لذلك وعندما شاهد رسالة تشانقبين اليائسة التي تطلب منه الحضور إلى حفل توديعه ورؤيتهما لبعضهما للمرة الأخيرة عزم على عدم قطع علاقته بهم، وإن كانت لهم علاقة بـ جيسونغ فذلك ليس مهمًا لأنهم تصرفوا على سجيتهم معه وكانوا كالعائلة له.
هيأ نفسه لتواجد جيسونغ هناك كونه قريبه، وجهز ملابسه دون أن يجيب على تشانقبين، فقد نوى الذهاب مبكرًا قليلًا ليفاجأه ويخبره بقراره.
إرتفعت شفتيه بإبتسامةٍ تكاد تُرى وعينيه تتأمل الحديقة المزينة عبر الباب المفتوح، ومما يبدو فهي حفلة توديعٍ كبيرة.
ألقى التحية على والدي تشانقبين الذين يتجولون بين الضيوف القادمين منذ وقتٍ قريب ثم سألهم عن تشانقبين فأخبروه بأنه في غرفته يستعد مع رفاقه.
شكرهم تاركًا هديته على الطاولة المخصصة وصعد إلى غرفة تشانقبين، لم يواجه صعوبة مطلقًا فهي ليست زيارته الأولى.
لم يُتعِب نفسه بطرق الباب وفتحه فورًا بقوة ليرعبهم وقد نجح عندما هدأ صخبهم وإتجهت الأعين إليه.
" مرحبًا "
قال بصوتٍ مرتفع وبلا شعورٍ وجد الإبتسامة الخرقاء التي إعتاد على رسمها في دايجو تعتلي ملامحه.
لم تُطِل صدمة تشانقبين أكثر من ذلك فقد إبتسم هو الأخر بإتساع وتبادل النظرات مع هيونجين الذي تقدم مغلقًا الباب خلفه.
لمَح هيونجين جيسونغ يجلس بين الرفاق لكنه حاول تجاهله كما فعل الأخر عندما شاهده.
كانوا يرتدون ملابسًا رسمية تنوعت ألوانها بين البنفسجي والأسود والأبيض، لكن جيسونغ هناك برز ببذلته الكحلية فكان من السهل تمييزه.
جلس هيونجين على طرف التسريحة وتبادل التحديق مع تشانقبين الذي يجلس على الكرسي المقابل لبضع ثوانٍ قبل أن يشيح ببصره.
صخب الرفاق كان عاليٌ حتى طردهم تشانقبين جميعهم من غرفته قائلًا بأنه سيستعد لوحده ويأتي بسرعة.
هيونجين كان أخر من غادر بعدما حاول إقناع تشانقبين بالبقاء معه لكن الأخر ركل مؤخرته خارجًا وأقفل الباب.
قهقه قليلًا وعندما إستدار وجد جيسونع يستند على الجدار المقابل ويرمقه بنظراتٍ حادة.
بادله نظراته وترك معظم حمل جسده على قدمه اليسرى بينما ارخى اليمنى قليلًا ووضع يديه في جيوب بنطاله.
" لماذا ؟ "
قال جيسونغ فعقد هيونجين حاجبيه بعدم فهم ليكمل
" كلانا إرتكبنا أخطاء متقاربة، فلما صفحت عنه بينما أعلنت الحرب ضدي ؟ "
شد جيسونغ على قبضته وإهتزت عينيه بينما يحاول قدر الإمكان إبقاء نبرته ثابتة.
إبتسامة صغيرة أخذت مكانها على وجه هيونجين الذي إمتدت كفه ليخرج سلسال لم يبعده عن رقبته منذ أن إرتداه، كان بسيط ينتهي بقلادة صغيرة فضية اللون.
تركها فوق ملابسه ثم ألقى نظرةً أخيرة على جيسونغ الذي إرتخت ملامحه وكانت الصدمة واضحةً عليه.
إتسعت إبتسامته وإتجه إلى السلم ليلحق ببقية الأصدقاء.
كان يرتدي السلسال الذي أعطاه إياه جيسونغ في يوم مولده الثاني والعشرين، لم يرميها في القمامة كما إعتقد.
••••••••••••••••••
إنتهى
شكرًا للقراءة ♡♡
ك: 190727
ن : 190816
أنت تقرأ
by your side | إلى جانبك
Fanfictionولكنك يا صديقي لم تكن هنا عندما أمطر الحزن مثقلًا كاهلي. - هوانغ هيونجين. - هان جيسونغ. • خالية من علاقات الشذوذ. S : 190509 E : 190905
