2 | بعيدًا عن الماضي.

1.2K 121 57
                                    







منذ نصف ساعة وهيونجين يستمر بسؤال والدته عن الكثير من الأشياء الغير متعلقة ببعضها حتى، نصف ساعة من الثرثرة والإجابات التي تأتي بتساؤلات أكثر.

الأم وطفلها قد إنتقلا من بوسان إلى مسقط رأسها، مدينة دايجو.

أرادت لإبنها الوحيد أن ينعم بحياة جديدة هادئة بعيدًا عن الماضي، لم ترغب بإنطفاء لمعةِ عينيه لأي سبب.


كان الأمر قاسيًا بعض الشيء عليها، بينما بدا مُمتعًا وحماسيًا لطفلها الذي أظهر تقبله لذلك بعد فترةٍ بسيطة فقط.


" إذن متى سنتجول هنا ؟ صحيح أين مدرستي ؟ "
سأل ثم تناول إحدى البرتقالات التي قشرتها والدته لأجله.

" كن صبورًا صغيري، نحن متعبين من التنقل وعلينا الإرتياح الأن
غدًا سنتجول في الحي حسنًا ؟ "
إبتسم هيونجين بإتساع واومأ سريعًا ثم إستقام غاسلًا يديه.



بضع دقائق وكان كلاهما بالفعل يغط في نومٍ عميق متعانقَين.









صباح اليوم التالي إستيقظ هيونجين قبل والدته وأخذ يحدق في الغرفة بشعره المبعثر لثوانٍ قصيرة.


بعدما نجح في تذكر من هو وما هذا المكان أبعد الغطاء عن جسده وغادر الغرفة في هدوء .. كما كان يعتقد.




أخذ كرته التي حرص على وضعها في حقيبة الظهر خاصته ليتسنى له اللعب وقتما يشاء، فهو نوعًا ما مهووسٌ بكرة القدم.


إتجه إلى حديقة المنزل المغطاة بعشبٍ صناعي وأخذ يلعب بكرته مظهرًا مهاراته العظيمة بالنسبة له، لم يأخذ كفايته من المرح فقد ركل الكرة عن طريق الخطأ في حديقة الجيران كون الأسوار قصيرة جدًا.


شهق واضعًا يديه على فمه بقلق، سيسبب المشاكل إن كسر شيئًا ما هناك، إنه يومه الأول فقط.

حدق في الأرجاء بتوتر يحاول التفكير بطريقةٍ لإستعادة كرته الثمينة فلن يخاطر بها، ليس بعدما وقع عليها لاعبه المفضل !

سمع حركة في الحديقة ذاتها التي وقعت كرته بها ثم شاهد كفين صغيرتَين تتموضعان على السور، وتدريجيًا لاحظ شعر بني اللون يرتفع حتى تبينت له ملامح طفلٍ ما.

ذلك الطفل إبتسم بإتساع بعد رؤيته ورفع كرته
" أهذه لك ؟ "

" أجل "
اومأ هيونجين ومازالت قدميه ثابته في موقعه، وربما هو خائفٌ من الإقتراب ؟

حدق الطفل في الأرجاء قليلًا ثم أعاد عينيه إلى هيونجين وإبتسم مجددًا
" هل يمكنني اللعب معك ؟ أشعر بالملل مع أختي "
رمش مرتين ومازالت الكرة بين يديه.

إستمر كلاهما بتبادل النظرات، ذلك الطفل كان يحاول إظهار تعابير لطيفة ليتمكن من اللعب، أما هيونجين فكان يحاول رسم صورةٍ كاملة له في عقله.

" ماذا قلت ؟ "
سأل الطفل مميلًا رأسه لليمين قليلًا.

فتح هيونجين فمه بنيةِ الحديث لكن صوتٌ عائد إلى شابة من المنزل المجاور جعله يطبق فمه مراقبًا الأحداث بفضول
" مالذي فعلته بهاتفي سيد هان جيسونغ ! "


" أراك لاحقًا "
تحدث المدعو جيسونغ وألقى الكرة نحو هيونجين الذي سارع بإمساكها ثم إقترب للسور.

شاهد من خلفه طفلةٌ أخرى متوسطة القامة تمسك إذن جيسونغ بيدها اليمنى، أما اليسرى فتحوي هاتف زهري اللون.

إرتفعت شفتيه في إبتسامة لطيفة لتصرفات جيسونغ الشقية وغضب الفتاة منه.

لم يدم ذلك الإزعاج طويلًا فقد هرب جيسونغ لداخل المنزل ولحِقته هي بحذاء كبير لتضربه.





حدق هيونجين بالكرة ثم أعاد عينيه إلى منزل الجيران وأردف
" هان جيسونغ "
أردف ثم ضحك ببراءة، أحب ذلك الطفل للغاية.







بعد بضع ساعات إستيقظت والدته وأعدت الطعام ثم بدأ كلاهما ترتيب المنزل مع مشاغبات هيونجين اللطيفة وسرقته للقُبل من والدته بين الدقيقة والأخرى.


" أنا احبك كثيرًا هيونجين "
قالت والدته وإحتضنته بإبتسامة متسعة عندما إنتهيا من ترتيب غرفة هيونجين فقهقه هو وبادلها العناق.

" أنا أحبكِ أكثر أمي "
قال وإبتعدت والدته لتضع كفيها على كتفيه ثم قبلت وجنتيه بلطف.

" هل علينا إعداد شيء لنتناوله ؟ "
سألت فاومأ هيونجين فورًا ووضع يديه على معدته.



سار مع والدته وتذكر بأنه لم يخبرها عن إبن الجيران فأخذ يحكي ما حصل لها وسط قهقهاتهما والسعادة التي غمرت قلبيهما معًا.



••••••••••••••••••

إنتهى

شكرًا للقراءة ♡♡

ك: 190401
ن : 190514

by your side | إلى جانبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن