هيونجين هو ذلك الفتى الذي يظهر حماسه لكل شيء في البداية لكن فور دخوله به سينعزل ويُفضل المراقبة بدلًا من اللعب وتكوين العلاقات، وهكذا كان أول يوم له في المدرسة.
شاهد إبن الجيران الذي قد حصل على رفاق بالفعل، لم يتبقى لذلك الطفل سوى التعرف على الزهور والأشجار الموجودة في الحديقة، ود بشدة الحديث معه لكنه خجول جدًا حتى مع محاولات المعلمين.
بالطبع كونه اليوم الأول لم تحصل الكثير من الأمور المثيرة للإهتمام فقد مضى بمرح الأطفال والتعرف على بعضهم البعض حتى وقت الراحة.
هيونجين كان يجلس في مكانٍ بعيد قليلًا عن الأطفال واضعًا علبة الطعام فوق قدميه ويحدق بها بلا شهية، شعر بالحزن لعدم مبادرة أحدٍ بالتعرف عليه.
إنتهت فترة الراحة وعاد الجميع إلى صفوفهم سواه، فالصغير الذي لم يتجول في المدرسة مطلقًا ولم يعرف من عليه أن يتبع، بقي جالسًا في مكانه حتى رأته معلمته وأخذته إلى صفه.
وقد عاد كما كان في فترة الراحة، جلس في إحدى الزوايا يحدق بالأطفال لوحده، كان يشعر بالملل لكن الحزن طغى عليه حتى أخفض رأسه فجأةً يمسح دموعه التي غادرت مقلتيه.
إستنشق ما علق في أنفه والعبوس إحتل مكانه على وجهه، شعر بجلوس أحدهم قربه فرفع رأسه فورًا وإكتشف أنه ليس سوى إبن جيرانهم، هان جيسونغ.
" ما حركات الفتيات هذه ! لا تبكي لنلعب معًا لكن توقف أرجوك "
بالرغم من إنفعالية جيسونغ إلا أنه حاول خفض صوته قدر المستطاع حتى لا ينتبه أحدٌ للطفل بجانبه.
مسح هيونجين دموعه سريعًا وأخفض عينيه بخجل لملاحظة إبن الجيران له ورؤيته يبكي بهذا الشكل.
" أنا جيسونغ، ماهو إسمك ؟ "
سأل بطفولية ووضع سيارة زرقاء أمام هيونجين بينما أخذ يحرك أخرى حمراء على الأرض محدقًا بها.
" هيونـ .. هيونجين "
توتر هيونجين وأخذ يفرك يديه ببعضهما متجنبًا النظر إلى من بجانبه، ويبدو أنه قد وجد الجدار مثيرًا للإهتمام في تلك اللحظة.
" أتمنى أن نصبح صديقان جيديَن هيونجين "
أدار جيسونغ رأسه فجأةً يحدق بذلك المتوتر وإبتسامة عملاقة تعتلي وجهُه الممتلئ.
عندما لم يتفاعل هيونجين في اللعب معه شعر ببعض الحيرة وكان قلق من أن يعود للبكاء فضرب سيارة هيونجين بالسيارة الحمراء التي يملكها ثم رفعها مخرجًا أصوات عشوائية وقام بتقليبها فالهواء قبل أن يضعها مقلوبةٌ على الأرض.
ذلك كان سيبدو سخيفًا جدًا لشخصٍ بالغ، لكن لطفل فهو قد يكون أكثر الأشياء إضحاكًا في العالم.
وبعد تلك الحركة تجاوب هيونجين معه وأخذا يلعبان معًا بسعادة حتى إنضم لهما بقية الأطفال.
لم يعد هيونجين وحيدًا عندها، فجيسونغ لم يتركه وشأنه أبدًا بعد تلك اللحظة بل لازمه طوال حياته، كانا أكثر من مجرد صديقين مقربيَن.
بعد ذلك اليوم أصبحا معًا دومًا، ولذلك السبب أُطلق عليهما لقب التوأم هيون هان، وعلى الرغم من إنعدام التشابه الشكلي بينهما لكنهما كانا يشتركان في العديد من الصفات وكأن كل منهما يملك هالة الأخر.
••••••••••••••••••
إنتهى
شكرًا للقراءة ♡♡
ك: 190401
ن : 190515
أنت تقرأ
by your side | إلى جانبك
Fanfictionولكنك يا صديقي لم تكن هنا عندما أمطر الحزن مثقلًا كاهلي. - هوانغ هيونجين. - هان جيسونغ. • خالية من علاقات الشذوذ. S : 190509 E : 190905
