4 | عتبة الباب.

970 120 24
                                    








كان يقف خلف الجدار مراقبًا والدته التي تجلس مع رجلٍ ما في غرفة المعيشة .. في الواقع هذا الرجل هو ذاته من سيصبح بمقام والده بعد يومين فقط.


إبتلع ما علق في حنجرته من غصة وعقد حاجبيه ضاغطًا على قميصه بكفيه، كيف لوالدته أن تمضي بحياتها هكذا ؟ ماذا عنه ؟


شعر برغبةٍ مُلِحة في البكاء فسارع بالخروج من المنزل وجلس على عتبةِ الباب محتضنًا ساقيه إلى صدره، هو بالكاد تناسى والده وما أخلفه من وعود ليأتي رجل أخر في حياة والدته.

كان غاضبٌ من والدته وكارهًا للمدعو جون مين، كيف لكليهما أن يصلا إلى هذه الدرجة من إنعدام المشاعر، أوليس هو إبنها الذي أنجبته وعاش معها أكثر مما عاشته معه ؟ كيف لهما ألا يأخذا برأيه حتى ؟ ذلك أحبطه كثيرًا.




يعلم أن الأمر لا يستحق البكاء بهذه الطريقة، كما أنه فتى في التاسعة من عمره وقد أقنعه جيسونغ من قبل أن البكاء للفتيات فقط، لكن دموعه الوقحة هي من تمردت.




وكما قبل ثلاثِ سنواتٍ من الأن، عندما كان يبكي في زاوية الصف وجلس جيسونغ بجانبه، شيءٌ واحدٌ فقط ما إختلف هذه المرة.


جيسونغ أقدم على إحتضانه بشدة، وكأنه يحتاج لذلك العناق الأن تمامًا، وكأنه شعر بصديقه وألمه فهرول ليتقاسماه معًا.


لم يبادر هيونجين بالحديث ولم يلح جيسونغ في السؤال، كانا هادئان محتضنيَن بعضهما البعض على عتبةِ الباب.



بعد فترةٍ سكن هيونجين فإبتعد من تلقاء نفسه ماسحًا وجهه بعشوائية وخجل من النظر إلى صديقه بعد بكاءه بهذه الطريقة.



" أمي كانت تقول لي دومًا بأن كل مُرٍ سيمُر، لا بأس بالبكاء الأن لأنك ستغدو أقوى لأجل الغد "
تحدث جيسونغ وعينيه تنتقل في الأرجاء بلا هدفٍ محدد بإبتسامة تكاد ترى.



همهم هيونجين ثم حدق في يديه كعادةٍ لم يفقدها عند شعوره بالحزن وأطلق تنهيدات متقطعه بين فترةٍ وأخرى.




توقف جيسونغ فجأة ومد كفه نحو هيونجين بإبتسامة متسعة هذه المرة، فلطالما عُرِف جيسونغ ببشاشته وكونه ناشر للمرح والسعادة في كل مكان
" لنذهب إلى الحديقة ونلعب "
قال جيسونغ متحمسًا فرفع هيونجين عينيه بشيءٍ من الضيق.



" لا تجرؤ على الرفض، هيا إنهض "
هدد جيسونغ وعندما وجد أن ذلك لم يجدي تقدم وأخذ يحاول سحبه لكن الأخر أصر على الجلوس.


إنتهى الأمر بهيونجين مستلقٍ على الأرض وجيسونغ يدغدغه كعقابٍ لعدم إستماعه إلى كلامه.


ثم غادرا يقفزان في الأرجاء بقهقهاتٍ عالية بعدما نجح جيسونغ في تحسين مزاج الأخر وأعادة البهجة له.









••••••••••••••••••

إنتهى

شكرًا للقراءة ♡♡

ك: 190402
ن: 190520

by your side | إلى جانبكWhere stories live. Discover now