9 | وعفا عليه الزمن.

859 97 41
                                    










" مالذي ستفعله الأن ؟ "
قال صديقه بحزن ووضع كفه على ظهر هيونجين الذي أخبره بكل ما حصل فجر اليوم.


" سأبحث عن غرفة أو شقة أو أي لعنة لأبقى بها ثم سأتسلل وأخذ الأشياء المهمة التي تركتها في منزله "
أجابه بضيق بينما يعبث بأصابعه ويحدق في السيارات التي تمر أمامه.




عند مغادرة هيونجين للمنزل بعد شجاره مع والده وصلته رسالة من تشانقبين يخبره بأنه قد نسي حقيبته في سيارته وسيعيدها له في الغد، لكن إتصل به هيونجين وتفاجأ الأخر كونه يبكي فعاد إليه فورًا وأخذه إلى منزله.



بات هيونجين لدى تشانقبين حتى أفاق الظهر وغادر المنزل برفقته ليتناولا الغداء في الخارج ويخبره عن التفاصيل التي لم يعلم بها أحد.

جميع الأصدقاء الذين يملكهم كانوا فقط يعلمون بأن والدته متوفاة وعلاقته ليست جيدة مع أبيه، لكنه أخبر تشانغبين عن الأمر منذ البداية.



" يمكنك البقاء لدي حتى تجد مكان لتستقر به، تعلم بذلك صحيح ؟ "
قال تشانقبين دون النظر إليه حتى لا يشعره بعدم الإرتياح فتنهد هيونجين وهمهم دون أن يلفظ حرف أخر.

إستمر الصمت لفترة أطول قليلًا أثناء تناولهما للطعام حتى سعل هيونجين فجأةً وإستدار يحدق في تشانقبين بأعين متسعة.

" ألم يقُل فيلكس أنه يعيش في تلك الشقق المشتركة أو شيء من هذا القبيل ؟ "
قال فعقد تشانقبين حاجبيه قبل أن يوافقه بحماس.


" أجل أجل ! إنها تكلف نصف سعر الشقة العادية أيضًا "
تمتم وأخرج هاتفه ليتصل على فيلكس بسرعة عندما طلب منه هيونجين ذلك.



تحدثا الإثنان معه قليلًا وسألاه عن بعض الأمور ككم سيكلف إيجار الشهر وعن الخدمة والنظافة هناك وقد نال ذلك إعجاب هيونجين بالرغم من أن موقعه يبعد أربعين دقيقة سيرًا عن وسط بوسان لكن لا بأس بذلك فهناك حافلات النقل العامة.






قضى هيونجين يومين أخرين في منزل تشانقبين وعائلته حتى تم تأكيد حجزه لشقة لا يوجد بها شريك فأسعده ذلك كثيرًا كونه سيستطيع التحرك بحرية وفعل كل ما يحلو له ويمكنه إعتبار ذلك كمنزله الخاص.


كما أخبر تشانقبين قد تسلل إلى منزل والده وأخذ مايريده ثم نقله إلى شقته الجديدة حيث إستقر بها أخيرًا.



لا ينكر أنه شعر بالحزن لما يفعله وكاد يتراجع في اللحظة الأخيرة لكنه تجاهل مشاعره بقدر إستطاعته ورسخ في رأسه فكرة أن والده المتسبب بكل ما يحصل الأن.









خمسة أشهر إنقضت وما زال هيونجين بلا شريكٍ في شقته، أحواله المادية كانت جيدة وإستطاع دفع بعض ديونه للأصدقاء الذين إقترض منهم المال، حتى أنه إشترى كلب أسماه ليو ليتفاجأ لاحقًا بأنها أنثى فغير الأسم إلى كامي.


حصل على شهرةٍ بسيطة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وصنع علاقات جديدة مكتشفًا منها لاحقًا بأن أحد الفتيان الذين تعرف عليهم له علاقة قريبة مع مسؤول في نادي كرة قدم مما زاد فرصة قبوله عبر المعارف.


كانت حالته أكثر من رائعة خلال هذه الفترة ورفع سقف امآله عاليًا، قرر المواعدة مجددًا بعدما خاض ثلاث علاقات فاشلة وبدأ بالذهاب إلى المواعيد المدبرة.




في إحدى الأيام ورده إتصال من الإستقبال وأخبروه أنه سيكون له شريك في الغرفة وسيأتي بعد إسبوع من الأن، ضايق ذلك هيونجين لكنه لا يستطيع الرفض فهذا الهدف من المكان.



حاول تعديل أموره وإجتهد ليرتب الشقة وينظف الغرفة التي جعلها ورشة للرسم والرياضة، ومن الجيد بأن لديه إسبوع ليفعل كل ذلك وإلا كان سينهار في مكانه.


مرت سبعة ايام بسرعة وهاهو ذا يوم الأثنين الذي سيأتي به شريكه، عرض الإستقبال عليه أن يشاهد صورته وكانوا سيخبرونه ببعض المعلومات لكنه رفض قائلًا بأنه من الأفضل أن يكون الأمر طبيعي وعفوي.



كان يرخي جسده على أريكة الإستقبال وهاتفه بين يده يتحدث عبره مع اصدقائه حتى إرتفعت بعض الأصوات من بوابة الدخول فأغلقه واضعًا إياه في جيب بنطاله وإستقام بعدما بعثر شعره متجهًا إلى المصدر.



كانت هناك أربع حقائب تتدرج ألوانها بين الرمادي والأسود وبجانبها يقف شخص قصير القامة يرتدي معطف أبيض وقد بدا مألوفًا جدًا لهيونجين.


" هاهو ذا شريك السكن "
تحدثت الفتاة التي تقف خلف طاولة الإستقبال وأشارت نحو هيونجين  الذي إبتسم قليلًا.



إستدار الفتى فتوقف كلاهما يحدقان في بعضهما الأخر بصدمة، قبض هيونجين كفه ليسيطر على مشاعره تحت رمشات الأخر الغير مصدقة.

" أنت تشوي هيونجين ؟ "
أمسك الشاب بذراعه عندما كان هيونجين سيسير مبتعدًا.

أبعد هيونجين كفه بقسوة وحدة نظراته كادت تقتل الأخر قبل أن يحرك قدميه نحو المصعد بخطواتٍ سريعة.


" تشوي "
تمتم الشاب فتوقف هيونجين في مكانه ولمعت عينيه بغضب
" يجب أن نتحدث "


" لا حديث لي معكَ "
تمتم هيونجين بنبرةٍ خالية من المشاعر ودخل إلى المصعد عندما وصل.


نظر إلى نفسه عبر مرآة المصعد ورسم إبتسامة ساخرة مستعيدًا الماضي القديم، الماضي الذي راح وعفا عليه الزمن.





••••••••••••••••••

إنتهى.

شكرًا للقراءة ♡

ك : 190520
ن :190625

by your side | إلى جانبكWhere stories live. Discover now