نصائح

249 21 4
                                    

يتكلم ويتمشى مع الفتاة يريد أن يتعرف عليها قبل الزواج!
أتأذى حين أرى شاباً مقيداً لشهوته في وقت نبحث عن أنصار للإمام المهدي يجددون الأمل بتعجيل ظهوره.
ويؤذيني أكثر حين أجد أولئك الشباب المذنبين يقننون لذنبوهم ويبحثون عن كل من يسكت عنهم ضمائرهم الدينية.
فلو أنهم تعقلوا وتابوا أو انتظروا التوبة لتاب الله عليهم ولكنهم إذا قننوا ذنوبهم وغلبوا عقلهم فمن سيجرهم إلى التوبة أو يقنعهم بقباحة الذنب.
ويغيظني إلى جانب ذلك أولئك الواقفين على قرن الشيطان يسهّلون للشباب المعاصي وينكرون عذاب الله وعقوباته ويدعون إلى عدم تخويفهم، ويتبرعون بنقض الروايات التي تخيفهم في أنفسهم وأهليهم بأدلة مفبركة يستهويها الشباب..
فإن غلظنا على الشباب بالنهي تركونا وذهبوا إلى المزينين الذين يغازلون أهواءهم ويعرفون نقاط ضعفهم التي يستجلبونهم عبرها وراءهم.
ومن تسويلات شياطين الإنس والجن ما يبرر به الشباب ذنوبهم أنهم يختلطون مع البنات في الجامعة من أجل أن يتعرف عليها ليتزوجها! فيحلل لنفسه هذه المقدمة بهذا العذر المبتكر.
ونحن وظيفتنا أن نقشّر له التعاليل التي يغطي بها عقله ثم نتركه أمام شهوته ليقاومها بنفسه، فنثير له هذه النقاط:
1+ إن الاختلاط بالنساء يثير الشهوة، فكيف تطفئ شهوتك بعد اللقاء إلا بالحرام فيزيد ذلك سعيراً وذنباً.
2+ إن الاختلاط يذهب العقل ففي الحديث النبوي (ما رأيت أذهب لعقول الرجال منكن) في وصف تأثير المرأة على الرجل، وقد رأينا بعض من يختلط يتأثر عقله ويرتكب أخطاء يتعجب هو منها فيما بعد، ويؤثر ذلك على عطائه العلمي أيضاً.
3+ إن المتزوجين لسنوات طويلة يعترفون أنهم لا يعرفون كل شيء في زوجاتهم مع أنهن معهم في بيت واحد لسنوات، فكيف يمكنك أن تتعرف على الفتاة من لقاءات متفرقة تتحدثون فيها بأمور تافهة وتصرفات مصطنعة. وكم تريد أن تبقيها في فترة الاختبار سنة سنتين ثلاث..؟
4+ إنك أنت بدورك تتغير وتتغير مقاييسك فقد تعجب اليوم بشيء وتكرهه غداً تبعاً لمقدار نضوجك.
5+ إنه ليس من اللازم معرفة كل ما في عقل المرأة فأنت لن تملكها بالزواج ولن ترهن عليها مصيرك، بل يكفي أن تعرف منها ما يضمن لك حياة زوجية ناجحة لو كنت تريد ذلك.
6+ إن أهم ما يضمن الحياة الزوجية هي العفة والدين فكيف تعرف عفتها إذا كانت بدأت معك بتنازل عنهما فالعفة والدين لا تتفقان مع أن تتمشى الفتاة مع ولد لا يحل لها.
7+ إن قرار زواجك ليس بيدك وحدك، بل تتدخل العائلة فيه لأن لهم نظراً في العائلة الأخرى التي تريد الاقتران بها، وهم في هذه الأيام لا يثقون بأولادهم إلا نادراً فهل تضمن أنك إذا اقتنعت بالفتاة واقتنعت بك أن عائلتك سترضى بالاقتران مع عائلتها لئلا تكون قد هيجت أمل الفتاة في الزواج ثم خذلتها.
8+ إن المجتمع لا ينظر باحترام للفتاة التي تلتقي بشاب وتسمي هذه العلاقة بالعلاقة غير الشرعية طالما أنها تتم بمعزل عن معرفة وموافقة ولي أمرها، حتى لو سميتها أنت خطيبتك فهي في فهم الناس عشيقتك، وسينظر إليها الجميع وإليك باحتقار وسيتقولون عليها بالظنون وتذهب ظنونهم بعيداً، فهل تقبل بالإساءة إلى سمعة من تريد الاقتران بها بتطويل (فترة التعرف والاختبار).
9+ إن اللقاء في أجواء خاصة يمكن للرجل أو المرأة أن تتصنع فيه مظهراً معجباً للمقابل يستلب إعجابه، ولا يبين الحقيقة، فهل تثق بانطباعاتك في لقاء تمثيلي يمثل فيه الطرفان أفضل ما يمكنهما؟
10+ إنك لو لم تعجبك الفتاة ستتركها -بحسب نيتك في التعرف من أجل الزواج-، فإذا فكر فيها شخص آخر سيتمشى معها فترة ليتعرف عليها، فإذا لم تعجبه تركها أيضاً .. فهل ترضى أن تكون المرأة المسلمة بهذه العابرية لكل من يريد أن يختبر ويجرب.
11+ اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين الناس فأحب لها ما تحب لنفسك واكره لها ما تكره لنفسك، فكما تدين تدان وكل ما في نفسك سيعرض لك منشوراً تراه حولك يوما ما لكي تعرف الحق من الباطل.
12+ إن الزوجة الصالحة توفيق ورزق من الله يعطيه للمطيعين والمتقين، فمن توكل على الله وفقه لزوجة صالحة، ومن بدأ بمعصية فلن يختم له بالبركة.
فالأفضل لمن كان ينوي البحث عن زوجة صالحة أن يسلك الطريق الطبيعي له وأن يحترم شرف المرأة المقابلة. فإن رأى فتاة وأعجبته في جمالها او أخلاقها فليسارع للبيوت من أبوابها كما فعله بعض المؤمنين.
كما أن الأفضل للفتاة أن تختار الشاب العفيف وتنتبه لهذه الخدع التي يخدعهن بهن الشباب في كل جيل والقصص حولها كثيرة، ولا يختلف شاب عن شاب إلا بمهارات الظهور بالمظهر المحترم، حتى يقع الفأس في الرأس بسبب عدم الاعتبار وظنها أن هذا الذئب المتنكر مختلف عن سواه من الذئاب، وإنما هم شهوات تمشي على الأرض يزينون أنفسهم من أجل الفرائس الغريرات.. اللائي تنتهي علاقتهم بهن ويتركونهن بأعذار سخيفة من عدم ملاءمة الظروف أو افتعال سبب للزعل، مع ماضي مخجل يخيفهن افتضاحه إلى آخر العمر ويقلقهن بعد سنوات طويلة من الزواج خشية أن يعلم الزوج الغافل بالماضي الملوث.



في ركب الحجة ❤Donde viven las historias. Descúbrelo ahora