A vampire's love ✔

|18|✔

البهجة الخادعة كثيرا ما تكون أغلى من الأسى الحقيقي.

ديكارت

....

-وهكذا نحصل على لتر من محلول كلوريد الصوديو...

-المعذرة يا أستاذ!

قاطعت آيلا مدرس الكيمياء قبل أن يتابع شرحه بينما ترفع يدها فنظر لها بعيون مستفسرة عما تريده وبذلك أضافت مشيرة للخارج.

-أحس بصداع شديد لذلك أريد زيارة مستوصف المدرسة لأخذ بعض المسكنات.

-يمكنك الذهاب آيلا ..حسنا أين وصلنا...اوه محلول كلوريد الصوديوم...

أجابها بسرعة وأكمل شرحه للدرس فاستقامت مارة بجانب ماندي التي لم تكن مركزة بأي مما يحدث حولها وتخربش اسما ما على ورقة بيضاء؛ كان اسم 'هنري'.

خرجت آيلا من الصف وتوجهت لمراحيض المدرسة لتغسل وجهها، بالطبع لقد كان الصداع مجرد حجة لمغادرة الحصة، دلفت بخطوات ثابتة وفتحت الصنبور لتنهمر مياه فاترة التقفتها بيديها ومررتها على كامل وجهها.

ولجت فتاة أخرى بعدها مباشرة ووقفت بجانبها لغسل يديها، لم تعيرها آيلا اهتماما كبيرا إلا أنها أحست ببعض الفضول ناحيتها، فلم تلمحها قط بالمدرسة رغم أنها تبدو في مثل عمرها.

حدقت للمرآة لترتيب شعرها ثم توجهت للباب بهدف المغادرة، وما جعل الريبة تكتسي فؤادها هو أن الفتاة الصهباء ذات البشرة الشاحبة خرجت أيضا مواكبة خطواتها، اهتزت تعابير آيلا واستدارت من ممر مغاير ولكنها لازالت تسمع خطوات تلاحقها مما جعلها تشعر بالتوجس والهلع.

حركت قدميها بسرعة أكبر حتى تحولت لراكضة فضاعفت الفتاة من سرعتها هي الأخرى، توجهت آيلا للدرج باحثة بأنظارها عن أحد المدرسين أو تلاميذ آخرين لكن لم تلمح أحدا فالآن وقت الحصص لا الفسحة، والفتاة لازالت تلحقها بمثابرة؛ ما الذي تريده بحق؟ الأرجح أن نواياها ليست حسنة وإلا ما لاحقتها كقاتل متسلسل.

استطاعت الفتاة الوصول لآيلا وأمسكت بسترتها فاستدارت إليها بانفعال لإبعادها غير أنها داهمتها برذاذ غريب من علبة ما، اندهشت آيلا بداية سرعان ما ارتخى جسدها ووقعت بين يدي ملاحقتها التي حملتها دون عناء ودخلت للمستودع بعدما فتح لها أحدهم الباب.

ومن بعيد كان أحدهم يشاهد الحدث بنظرات مشوشة من خلف الزجاج، حدقت ماندي للفتاة تحمل آيلا ثم وجهت بصرها للأمام متفحصة، لا أحد غيرها رأى ما جرى.

أعادت بصرها للأسفل لبرهة ثم أدارته نحو نواه الذي كان يجلس غير مهتم هو الآخر لما يشرحه الأستاذ، بدا تعبيره ضجرا ولكن مترقبا بعض الشيء.