|24|❌

17K 1.5K 419
                                    


"رُبما لَم يَرغب المرءُ في الحُبّ بِقدرِ رغبتهُ في أن يَفهمهُ أحدهُم"

جورج أورويل.

....

كان الثلاثة يجلسون على أرائك البهو وبجانب تلك المرأة الثلاثينية يقف الخادم توماس وملامحه على حالها ترسم البرود فقط.

أما آيلا فكان التوتر يعبث بطلائعها كما يشاء، فتارة تنقل نظرها لتلك المرأة التي تبتسم باتساع وتارة لأندرياس الذي يبدو عليه الضجر ولازالت لا تدري كيف عرف مكانها، وأحيانا تسترق بعض النظرات لكتلة الجليد كما لقبته وخاصة للجرح بجانب شفته فقد ظهر بعد مجيء أندرياس.

قررت قطع الصمت بتساؤلاتها التي تكاد تفتك بعقلها

-حسنا لنقطع الشك باليقين، من أنتِ ؟ كيف أصبت أنت؟ لم أنا هنا؟ وكيف عرفت أنت أني هنا؟

وجهت سؤالها الأخير لأندرياس بنظرات حادة ليقابلها بابتسامة بريئة تخفي بعضا من الخبث ونبس بتلاعب.

-لقد قادني قلبي إليك

شعرت بالإحراج الشديد لتدير رأسها تحت نظرات تلك السيدة التي تموت سعادة، لم تحتمل كتم سعادتها فهتفت بمرح.

-ما أجملكما! أنا أكثر أم سعيدة برؤية ابنها واقعا في الحب

قطبت آيلا حاجبيها بعدم فهم بينما ضرب أندرياس جبينه بخفة يشتم تهور والدته في سره،

عبرت آيلا عن استغرابها فاستفسرت

-ماذا تقصدين أي أم؟ وأي حب؟ ومن ابنك هذا هل هو فتى في الروضة؟

رمشت السيدة عدة مرات لتدير أنظارها اتجاه أندرياس الذي يدعي أنه يتأمل الثرية، لكنه جفل ما إن نادت عليه بحدة تنافي صوتها قبل ثوان

-أندري! الحقني حالا

نظرت لتوماس وتابعت بهدوء ورزانة تختلف عن حدتها حين نادت أندرياس

-اهتم بضيفتنا إلى حين عودتنا

انحنى بخفة وأجاب ببروده المعتاد

-لك ذلك سيدة بليس

حولت مرمى نظرها لآيلا غير المستوعبة لشيء حتى الآن وأردفت بصوت مرح وابتسامة عريضة

-سنعود سريعا عزيزتي اعتبري البيت بيتك

سحبت أندرياس وهمت بالصعود لتنبت ابتسامة لا تكاد ترى على ثغر توماس اختفت مباشرة ما إن لمح آيلا ترمقه باتساع ليتحمحم معيدا رسم البرود على ملامحه وآيلا ظلت تتمتم ب'لقد ابتسم' كما لو أنها معجزة.

A vampire's love ✔Where stories live. Discover now