الفصل الرابع

10.2K 240 2
                                    

 اللهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت به وما لم أعلم ، و أعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت به وما لم أعلم
اللهم إنى أسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك محمد عليه  الصلاة  والسلام ، و أعوذ بك من شر ما استعاذ به عبدك ونبيك محمد عليه الصلاة والسلام

الفصل الرابع

فى منزل مريم:

مازال الجميع مصدوم من حديث يحيي ، وينظرون لبعضهم البعض ثم يعاودوا النظر إلى فاطمة التى تنظر لهم بوجه خالى من أى تعبيرات

عادل: حضرتك بتقول إيه يا بابا ، والدة فاطمة مسيحية ، طب إزاى؟

يحيي: من 15 سنة كان عاصم فى رحلة عمل للبنان ، وهناك قابل سارة والدة فاطمة ، أتعرفوا على بعض وجمعتهم علاقة صداقة ، لكن مع الوقت أتحولت الصداقة لإعجاب وحب كبير ، وبقت سارة بتتردد على مصر كتير عشان تشوف عاصم ، والعكس ، عاصم كان بيتحجج بالشغل والسفر للبنان كل شوية عشان يشوفها
بقلم أمنية الريحانى
خالد: قصد حضرتك إن والدة فاطمة لبنانية؟

يحيي: بالظبط كده ، بعد كده عاصم وسارة خدوا القرار إنهم يتجوزوا بعد ما أتأكدوا من مشاعرهم وإن حبهم لبعض كان حب حقيقى

وينظر لمريم مكملاً حديثه : وأصر عاصم إنه يحول الحب ده لواقع وجواز رسمى يربطه بسارة ، كان عارف إن الموضوع مش سهل ، وإن إقناع أبوه الحاج إبراهيم الحديدى الصعيدى أمر مش سهل خالص، لكن حبه لسارة خلاه يتمسك بيها ، ويبقى مستعد يحارب عشانها أى حد ، وفعلا راح  فاتح أبوه اللي وقف ضده ووبخه جامد ، وهدده لو فضل مصر على اللي فى دماغه هيعتبره مات ويحرمه من الميراث

عادل: وماما كان رأيها إيه؟

يحيي: الحقيقة والدتك رأيها مختلفش كتير عن رأى والدها ، بس هى دايما بتحب تصطاد فى الميا العكرة ، وفضلت تسخن جدك على خالك وتزود النار اللي جواه بكلامها ، عشان تفضل هى اللي على الحجر ، ويغضب على عاصم ، عاصم كان مستعد يسيب أى حاجة فى سبيل إنه يتجوز سارة ، وفعلاً سافر وطلبها من أهلها ، اللي موقفهم مختلفش كتير عن موقف الحاج إبراهيم ، لو مكنش أعنف

خالد: رفضوا؟

يحيي: ياريتها جت على الرفض بس، فى الظاهر هما كانوا رافضين يجوزوا بنتهم لشخص مسلم ، لكن الحقيقى إن أخو سارة هو كمان كان بيلعب لمصلحته ، وكان طمعان فى ورث سارة من أبوها ، وعشان عارف إن سارة عنيدة وقف ضدها ورفض الجواز ، وقوم عليها عيلتها كلها ، فقررت سارة إنها تهرب مع عاصم ، وفعلا هربوا وسافروا سوريا ، وهناك إتجوزوا وكانوا أسعد زوجين ، لكن أخو سارة أستخسر يشوف أخته سعيدة وفضل يدور عليها ، خصوصا لما عرف إنها خلفت بنت
بقلم أمنية الريحانى
ينظر خالد لفاطمة قائلة: فاطمة !

يحيي: كان مصر يخطف بنتها ويحرق قلبها عليها ، يا إما تنفصل عن عاصم ، وفضل عاصم وسارة ومعاهم فاطمة يتنقلوا من بلد لبلد ، ومن مكان لمكان ، عشان يهربوا من شر يوسف أخو سارة ، لحد ما أنتهى بيهم المطاف الإمارات ، واستقروا هناك فترة ، كان عاصم فيها بيحاول يدور على شغل ، خصوصا وإن الدنيا ضاقت بيه بعد ما أبوه منع عنه أى فلوس وسحب منه كل حاجة ، وفعلا لقى شغل وأستقرت حياته هو وسارة وفاطمة ، لحد من تلات سنين فاتوا ، لما عرفوا بمرض سارة ، بس للأسف كان الوقت متأخر أوى ، وحالتها كانت متأخرة ، وملحقتش تتعالج ، وماتت
بقلم أمنية الريحانى
ينظر خالد لفاطمة التى بدأت تهبط دموعها على وجهها بعد أن تذكرت والدتها وعادت بالزمن تلات سنوات للوراء

عاشق المجهول (حب لا تراه الشمس)Where stories live. Discover now