الفصل الثلاثون

9.4K 251 53
                                    

قبل ما تقروا الفصل سامحونى على اللي هتقروه ، واوعدكم دا اخر فصل هيبقى فيه وجع لفاطمة  وكل اللي جاى هيبقى حلو لفاطمة ان شاء الله

الفصل الثلاثون

بعد مرور عدة أسابيع على جواز خالد من غادة :
تقود فاطمة سيارتها وهى تستمتع لأغنيتها المعهودة والتى أصبحت جزء من حياتها " قال جانى بعد يومين " ، تستمع لها لتكون كل كلمة بمثابة الخنجر الذى يضرب على جرح مفتوح ، وفجأة أستوقفها صوت قوى هز كيانها ، جعلها لاتستمع لما حولها سواء الأغنية أو صوت ضوضاء الشارع التى تحيطها ، لقد غلف الصوت القوى على أذنيها قائلاً " الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلَّا الله  ، أشهد أن لا إله إلَّا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، حى على الصلاة ، حى على الصلاة ، حى على الفلاح ، حى على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلَّا الله"
نعم إنه صوت الآذان الذى استوقفها ، وكأنها تسمعه لأول مرة ، وكأن صوته يناديها ، شعرت وكأن شيئا بداخلها يحركها دون إرادتها ، تغلق فاطمة الأغنية وتنزل من سيارتها متجهة للجامع النابع منه صوت الآذان ، وهناك تجد النساء يشرعن فى صلاة العصر ، ظلت تنظر إليهم وكأنها ترى أحداً يصلى لأول مرة ، ووجدت صراخاً بداخلها حين أكتشفت أنها لم تؤدى فريضتها منذ سنوات طويلة ، وأنها نسيت اللجوء إلى الله ونسيت تعاليم دينها التى حرصت أمها على تعليمها لها منذ صغرها
ترددت بداخلها كلمة سارة لها عند لحظة موتها
" سارة: فاطمة حبيبتى فاكرة كلام ماما ليكى
فاطمة: أيوا يا ماما ، لازم اصلى لربنا عشان يحمينى"
مسحت فاطمة دموعها بأطراف أناملها ، فوجدت من يربت على كتفها فى حنان ، ألتفتت لتجد فتاة فى منتصف العشرينات يبدو عليها الطيبة والإيمان ، ترتدى حجاباً يزين رأسها وحول وجهها بحيث ينبعث منه النور ،نظرت الفتاة لفاطمة قائلة فى حنان : إنتى كويسة؟
توميء لها فاطمة رأسها بالموافقة فى حزن ، لتكمل الفتاة قائلة: طب يالا عشان الصلاة متفوتناش
تذهب فاطمة معها وتتوضى وتدخل فى صفوف المصليات لأداء صلاة العصر
كانت كل كلمة تقرأها فاطمة فى الصلاة تبكيها ، فكان بكاء قلبها أكثر بكثير مما يظهر على وجهها ، وفى أخر سجدة لم تستطع فاطمة أن ترفع وجهها ، ظلت تبكى وتبكى فى الأرض وكأنها وجدت الملجأ التى تحتمى فيه من آلالامها التى عانتها طوال الفترة السابقة
تنتهى فاطمة من الصلاة وتمسح وجهها بيدها أثر البكاء، لتجد بجانبها الفتاة الجميلة التى خافت عليها حين وجدت بكاءها ، فقررت أن تظل بجانبها للإطمئنان عليها ، تنظر فاطمة حولها لتجد أغلب النساء خرجن من المسجد ، فتنظر للفتاة قائلة: هما الناس راحوا فين؟
الفتاة:  خلصوا صلاة ومشيوا
فاطمة: إيه ده هو أنا بقالى كتير أوى ساجدة ، أنا شكلى محستش بالوقت ، طب ليه منبهتنيش؟
الفتاة : حسيت إنها لحظة خاصة بيكى ، مينفعش أخرجك منها ، لحظة بينك وبين ربك
وهنا نزلت دموع فاطمة مرة أخرى رغماً عنها ، ربتت الفتاة على كتفها قائلة: أنا صحيح أول مرة أشوفك ، بس ربن عالم أنا ارتحتلك إزاى ، لو عايزة تتكلمى وتخرجى كل اللي جواكى أنا مستعدة أسمعك ، وخليكى واثقة إن كلامك كله هنساه بمجرد خروجنا من هنا ، أنا مش بفرض عليكى نفسى ، بس أنا حاسة إنك موجوعة أوى ونفسى أساعدك
فاطمة: أنا فعلا محتاجة أتكلم مع حد ، حاسة إنى مخنوقة ومحتاجة حد يسمعنى
الفتاة : وأنا سمعاكى يا أختى ،قولى اللي إنتى عايزاه
تشعر فاطمة بالإرتياح لتلك الفتاة وتقص عليها قصتها من يوم رجوعها مصر وحياتها مع خالد ، بعد أن تنتهى فاطمة من حديثها تنظر للفتاة لتجدها تضحك ، تنظر لها فاطمة فى دهشة قائلة: إنتى بتضحكى ، كل اللي قولتهولك ده فى حاجة تضحك
الفتاة : سامحينى يا حبيبتى ، غصب عنى ، يعنى إنتى ربطى نفسك بحتة أغنية ،وخلتيها هى محور حياتك ، وأعتبرتى كل حاجة فى حياتك مرتبطة بأغنية وزعلانة إنك بيحصلك كده
تنظر لها فاطمة دون أن تجيب ، لتكمل الفتاة قائلة: أسمعينى يا فاطمة  ، إنتى فتحتى باب للشيطان فى قلبك ، لما فكرتى فى إن حتة أغنية هتبقى ليها دور فى حياتك، ربنا سبحانه وتعالى قال عند ظن عبدى بى إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر، إنتى بقى كان ظنك إيه ، إن حياتك هتبقى كلمات أغنية ، طب إزاى ، الحاجة التانية هو الشخص اللي إنتى بتحبيه ، ودى أكبر غلطة عملتيها ، الشخص ده مهما كان هو غريب عنك لا أخوكى ولا قريبك زى ما خطيبك السابق قالك، ودا تانى باب فتحتيه للشيطان ، للأسف بنات كتير بتتعامل مع رجالة غريبة عنها بنية صديق أو أخ ، ودى أكبر غلطة ممكن تقع فيها البنت ، الراجل الغريب عنك مينفعش تتعاملى معاه كأخ وهو مش أخوكى فعلا ،  ودا بيفتح باب للتجاوزات إحنا فى غنى عنه
فاطمة: تجاوزات ؟! بقلمى أمنية الريحاني
الفتاة : طبعا يا فاطمة ، هزارك معاه تجاوزات ، لمسه ليكى حتى لو بيسلم عليكى تجاوزات ، نظرتك ليه من غير غض البصر تجاوزات ، اللي تاعبك يا فاطمة مش إن حبيبك بعد عنك أو مش حاسس بحبك ليه ، اللي تاعبك إنك مش شايفة طريقك صح ، تايهة ، ناسية نفسك ، وربنا قال نسوا الله فأنساهم الله أنفسهم ، قربى من ربنا يا فاطمة ، خليه هو دليلك ، أدعيله ينور طريقك ، متعديش إنه يجمعك باللي بتحبيه لا ، أدعيله ييسرلك الخير ليكى ، مش كل حاجة بنحبها بتبقى هى الخير
فاطمة: يااااااااااااه ، متتصوريش أنا كنت محتاجة كلامك ده قد إيه ، أنا فعلا كان بقالى كتير بعيد عن ربنا ، ويمكن يكون دا هو سبب توهانى وتعبى
الفتاة : وأقولك على حاجة تانية ، أدعى ، لو عايزة حاجة أدعى ربنا بيها ، متمليش من الدعى ، ربنا بيحب العبد اللحوح ، صلى كتير وأدعى كتير ، وبعدها هتلاقى ربنا هيبعتلك علامة
فاطمة: علامة إيه؟ بقلمى أمنية الريحاني
الفتاة: لو اللي إنتى عايزاه هيبقى خير ليكى ربنا هيبعتلك علامة تقربه منك أكتر ، ولو إنتى عايزاه شر ليكى برضه هيبعتلك علامة إنه يبعدك عنه
تبتسم لها فاطمة فى رضا قائلة : أنا مش عارفة أشكرك إزاى يا.... أنا نسيت أسألك ، إنتى أسمك إيه؟
الفتاة : أسمى هداية
فاطمة: اسمك حلو أوى يا هداية ، إنتى فعلا هداية ، بجد أرتحت فى الكلام معاكى أوى
هداية: أهم حاجة زى ما أدعى ربنا و...
تقاطعها فاطمة قائلة: وأستنى العلامة

عاشق المجهول (حب لا تراه الشمس)Where stories live. Discover now