الفصل الخامس عشر

8.5K 216 29
                                    

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي

الفصل الخامس عشر

فى منزل مريم:

تلتمع عيون فاطمة حين ترى عاصم أمامها ، ولا تشعر بنفسها إلَّا وهى فى أحضانه تنهار باكية ، لا تعلم لماذا تبكى ، أتبكى من شدة إشتياقها له ، أتبكى لأنها كانت فى حاجة إليه ، أم تبكى لتلقى فى أحضانه كل أوجاعها وهمومها
بقلمى أمنية الريحانى
يملس عاصم على شعرها فى حنان قائلاً: كفاية يا حبيبتى ، كفاية يا فاطمة عياط ، أنا خلاص رجعت يا حبيبتى ومعاكى

فاطمة ومازالت تبكى فى حضنه قائلة: ليه سيبتنى يا بابا ، ليه مخلتنيش أفضل معاك ؟

عاصم: غصب عنى يا حبيبتى ، هنا بالنسبة لك آمن وأحسن

فاطمة: بس أنت كنت واحشنى أوى يا بابا ، متسبنيش تانى يا بابا

يخرجها عاصم من حضنه قائلاً: خلاص بقى يا بطة ، أنا رجعت ومعاكى ، بطلى عياط بقى ، كبرتى على الكلام ده
بقلم أمنية الريحانى
يقطع حديثهم صوت مريم تنادى على فاطمة

مريم: بتكلمى مين يا فاط....

ولكنها تقف مصدومة حين ترى عاصم ، تقابلت أعينهم بعد كل هذه السنين ، وكأن الوقت عاد للخلف سنين ، وتوقف عند لحظة واحدة ، أخر لحظة جمعت أعينهم سويا ، لحظة رؤية عاصم لمريم فى زفافها ، لحظة فراقهم ، اللحظة التى ولدت بداخلهم جروحا وأوجاعا لا يقدر على مدواتها أى طبيب، وكأن الجروح قد فتحت من جديد ، وكأن بركان الحب الخامد قد أعلن بدء إشتعاله فى قلوبهم بعد كل هذه السنين ، أنسحبت الكلمات من على ألسنتهم ، لتترك العنان للغة العيون حتى تبوح بما أخفته القلوب، فكانت لحظة لقاء أقوى من أى مشهد رومانسى يعرض على شاشة التليفزيون ، فكان الصمت بينهما أقوى من أى كلام

أما فاطمة فظلت تتابع لحظة لقاءهم ، وقد شعرت بدقات قلبها تتسارع ، لا تعلم هل هى متأثرة بما تراه لأول مرة من عشق حقيقى تحكيه العيون ، أن تحزن لأن والدها كان قلبه ملك لإمراءة أخرى غير والدتها ، أم إنها سعيدة لأنها حقا أحبت تلك السيدة ، فمن ملكت قلب والدها قديما ، قد أحتلت قلبها أيضا مؤخرا

ولكن عذرا ، فلابد من أتقطع هذه اللحظة ، فتنحنحت فاطمة قائلة: أحم أحم ، دا بابا يا ماما مريم ، رجع من السفر أخيرا

ينظر عاصم لفاطمة فى دهشة قائلاً: ماما!

تقترب فاطمة من مريم محيطة إياها بذراعيها قائلة: طبعا ماما ، ماما مريم عوضتنى عن حنان ماما الله يرحمها ، كانت حنينة وطيبة أوى معايا

عاشق المجهول (حب لا تراه الشمس)Where stories live. Discover now