الفصل الخامس والعشرين

8.7K 252 20
                                    


محتاجة دعواتكم معايا ان ربنا يشفينى ويوفقنى فى اللي جاى

الفصل الخامس والعشرون

، تخرج فاطمة إلى الشرفة الكبيرة لتخرج ما بها من أوجاع ، تقف أمام الهواء فيمتزج الهواء بدموعها ليصبحا شيئا واحداً ، وتتوه فاطمة بينهما شاردة ، ليقطع احدهما شرودها بصوته قائلاً: لحد إمتى هتفضلى تتعذبى لوحدك وهو مش حاسس؟!

تلتفت فاطمة لصاحب الصوت ، لتنظر فى صدمة قائلة : أبيه عادل !!!

عادل: أيوا يا فاطمة ، أبيه عادل

فاطمة فى تردد: أنا ... أنا كنت بشم هوا ، عشان...

يقاطعها عادل قائلاً: أقولك أنا عشان إيه ، عشان حسيتى إن الدنيا ضاقت من حواليكى ، وإنك مش قادرة تتنفسي مش كده

تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: أيوا صح ، بس حضرتك عرفت منين ؟

يقترب منها عادل قائلاً: لا دا أنا ممكن أقولك أكتر من كده ، عارفة يا فاطمة ، يوم ما جيتى الفيلا عندنا وماما أتخانقت معاكى ، ساعتها كان أول مرة أشوفك ، وبالرغم من كده كان جوايا إحساس قوى إنك قريبة منى ، ولما عرفت من بابا إنك بنت خالى ، جريت أدور عليكى زى المجنون ، كنت بدعى من جوايا ألاقيكى ، ولما شوفتك خايفة وخدتك فى حضنى حسيت ساعتها إنى أنا اللي بطمن نفسي بوجودك مش بس بطمنك ، لكن غصب عنى أضطريت أوديكى عند عمتى عشان أبعدك عن غضب ماما وجرحها ليكى  ، كنت بحاول أكون قريب منك دايما ، بس إنتى مكنتيش شايفة أى حاجة بعملها ، كان دايما تركيزك مع خالد حتى لو عملك أقل منى كنتي بتبقى مبسوطة ، أنا بعترف إنى كنت بغير عليكى من خالد

تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة : بتغير عليا أنا ؟!

عادل: أيوا يا فاطمة بغير، غيرة أخ على أخته ، أنا من أول يوم شوفتك فيه كنت حاسك أختى ، أختى القريبة منى اللي المفروض تبقى فى حمايتى وتحت مسؤليتى ، أختى اللي بغير عليها من أى حد يقرب منها ، وأتمنى تحب وتتجوز وأسلمها لعريسها ، وفى نفس الوقت أبقى خايف إنها تبعد عنى ، أختى اللي يوم ما حد يضايقها تيجى تشتكيلى وأخدلها حقها ، ويوم ما تحب تيجى تفضفض معايا وتاخد نصيحتى ، يوم ما تغلط اكسرلها رقبتها ، دا كان إحساسى بيكى يا فاطمة ، وكان نفسى إنتى كمان تحسي الإحساس ده من ناحيتى ، كان نفسي أكون أنا أخوك القريب منك اللي لما الدنيا تضيق عليكى تلجأيلى ، بس إنتى مكنتيش شايفة غير خالد وبس

تنظر له فاطمة وقد نزلت دموعها رغما عنها ، بعد أن أحست أنها كانت مغماة عن هذا الحب الأخوى ، فهى حقا كانت لا ترى غير خالد وما يفعله معاها ، ولم تنتبه لعادل وإهتمامه بها ، تنظر له فاطمة قائلة : أنا آسفة يا أبيه عادل ، صدقنى مكنش قصدى....

يقاطعها عادل قائلاً: هششش ، أنا مبقولكيش كده عشان أحسسك بالذنب ، ولا بعاتبك على اللي فات ، لا يا حبيبتى ، أنا بقولك كده لأنى أكتر واحد فى الدنيا حاسس بيكى ، أنا عارف إنك حاسة نفسك فى دوامة عمالة تلف بيكى ، وإنتى لوحدك فيها ، بس لا يا فاطمة إنتى مش ولحدك ، أنا معاكى ، وهفضل حنبك لحد ما تعدى الأزمة دى وتبقى أقوى من الاول كمان

عاشق المجهول (حب لا تراه الشمس)Where stories live. Discover now