[27]•أصوات•

327 52 66
                                    

Voices-stray kids

قضينا ذلك اليوم كاملا باللعب و التنافس، و بما أن ويني كانت الخاسرة توجب عليها دفع لنا وجبة.

اقترحتُ الذهاب إلى عربة الطعام المركونة جنب إطلالة على النهر، ذلك هو مكاني المفضل... مجرد طاولات بسيطة مع كراسي قصيرة، عامل كبير بالسن تساعده زوجته و ابنتاه اللواتي لم تفارق الابتسامة أوجههن يوما.

"ثلاث شطائر نقانق لي و أنتما اطلبا ما تريدان"
لم أكلف نفسي بقراءة القائمة لأنني حفظتها

"يا أنت ماذا تظنني بنكًا متنقلا؟ مصروفي اليومي لا يتجاوز خاصتك و كيف سوف تستطيع تناول ثلاث شطائر كاملة؟"

صرخت علي ويني لأشير لها بأن تقرأ القائمة جيدا، السعر منخفض و هذا ما يعجبني بهذا المكان.

"مرحبا بكم عندنا، أوه يوتا! كيف حالك؟"

كانت تلك الفتاة التي تستقبل الطلبات، بما أنني زبون معتاد هي تعرف اسمي
"بخير ميشا، صديقاي جيسونغ و ويني. طلبي المعتاد و هما لا أعلم بعد"

"اوه يا إلهي لمَ لم تخبرني أنك تمتلك صديقا وسيما كهذا؟ كم عمركَ؟ هل أنتَ متدرب بإحدى الشركات؟ لا شك و أنك لاعب كرة سلة فأنت طويل جدا، لكنك نحيل تحتاج إلى تغذية"

ما إن كادت تقرص وجنتيه ضربت ويني الطاولة بكلا كفيها
"شطيرة دجاج ، بطاطا مقلية ، مقرمشات و مشروبات غازية منعشة"

"حسنا أيتها الصبية، يجدُر بكِ قص شعرك قليلا فوجهك مغطى بالكامل"

"هل لكِ أن—"
كادت أن تفتعل مشكلة لكنني وقفت باللحظة المناسبة لأسحب ميشا تلك معي.

"أصدقائي ليسوا مثلي ويني قد تنهي حياتكِ برمشة عين. لا تتأخروا"
"آه من مراهقي هذه الأيام، لا بأس لا بأس أنا ثرثارة و اعتدت على هذه المعاملة"

عدتُ إلى الطاولة لأجد فتاتنا تتذمر و تقلد الأخرى بطريقة مضحكة
"أوه أنت وسيم، كم عمرك، لما لا تخبرها بعنوانك الشخصي كي تقضيا ليلة معا"

جيسونغ لم يعلم كيف يتصرف و أنا ببساطة اختنقت بمشروبي من الضحك عليها.

"إنها متزوجة و لديها طفلين، من كامل قواك العقلية قد شعرتِ بالغيرة عليه منها؟ فقط أنا و هي معتادان على التحدث براحة لذا ظنت أنكما مثلي"

"ها ها ها مضحك جدا"
حملت ويني قارورة الماء لتشربها دفعة واحدة، كمية الاحراج التي تعرضت لها اليوم هائلة. أما جيسونغ فقد كان هادئا، اكتفى بالابتسام فحسب. لاحظتُ كيف أنه بدأ يتغير، هذا بسبب بلوغه أعلم، لكن الأمر مزعج قليلا فهو صار ينافسني بالسخرية و التصرف بلؤم.

I've tried but...Where stories live. Discover now