• البابُ السَّادِسُ و الثَّلاثينَ

2.9K 235 242
                                    


وَ إنْ كَانَ مُقدَّرٌ لنَا هٰذا الفُراقُ..
لَنْ تَكفِينَا لَيْلَةً كامِلَةً لِإطفاءِ هٰذا الإشتِياقُ.

°•✤•°

حِينَ تَكُونُ الحَياةُ ضدُّنَا
عِندَها تَعرِفُ كَمْ أنْ البَشرَ مَا شَعرُوا.
كَما شَعرْنَا نَحَّنُ بِحُبِّنَا..
إنَّكَ فِيْ قَلْبِي هَوىٰ.
وَ مَا لِي سُوىٰ تَبادُلُ السِّرُّ هٰذا بِالخَفىٰ..
فَعِندَما تَكُونُ أنتَ كُلَّهُم ،
تَخيَّلْ كَيفَ حَالِي حِينَ يَغيبُ عَليَّ
كُلُّ البَشرُ وَ أبقَىٰ وَحيدًا..
لَستُ أعودُ دَربِي وَ لآ تَعودُ أنتَ
فَيَبقَىٰ عَالَمِي عَليَّ حَزينًا

حِينَ إنقَضتْ سُويعَاتُ الظَّلامُ وَ أنْهَىٰ بِها الوَقْتُ
فِيْ الإستِحمامِ مُداوِيٌ جِراحَهُ وَحدَهُ راكِعٌ عَلىٰ
صَلابَةِ الأرضيَّةِ،.. يَخيِطُ بِإبرَةٍ كَتفِهِ وَ تَمنَّىٰ لُو
يَعلَمُ مَا ٱلَّذي حلَّ بِأخاهُ..

حِينَ صدَحَ صُوتُ بُكاءُ مِينْجُونْ وَ مُنادَاتِهِ بِإسمِ
جِيمِينْ وَ إسمِهِ.. ، نَهضَ بِدُوارٍ يَستَنِدُ عَلىٰ الجِدارِ
يُمِسكُ ٱخرَ ثَباتٍ لَهُ ، إلتَقطَ المَنشفَةَ يَضعُها عَلىٰ
عُرِي جَسدِهِ ثُمَّ خَطىٰ بِبُطْئٍ خَارِجًا مِنْ المَكانِ..
راسِمٌ تَبسُّمًا عَلىٰ رِقَّةِ فاهِهِ " جُونْٱه، أبَّا مِينِي
مُسافِرٌ ، راحِلٌ لِمَكانٍ مَا هِمم؟ تَعالْ لِبَابا "

" مِينِي ، أبَّا مِينِي.. " تَمتَماتُ الصَّغيرَ بِعُنقِهِ
حامِلٌ إيَّاهُ بِكفِّهِ السَّليمِ خاطِيًا إلىٰ الأسفَلِ..
يُهمهِمُ لَهُ وَ يتمايَلُ بِخُطاهِ لأجِلِ إلهَاء إبنِهِ.
أبويِهُ فِيْ مَضجَعِهِما لِذا المَنشفَةُ عَلىٰ خَصرِهِ
مَا ضَرَّتْ.. لٰكنْ حَالَهُ لا وَصفٌ لَهُ.. وَ هَل يَسيرُ
الأمواتُ عَادَةً ؟

عَيناهُ هَل جفَّتْ مِنْ الدَّمعِ لِتَكُفَّ بُكاءًا ؟ وَ هَل
الصُّداعُ ٱلَّذي يُداهِمُهُ أقسَمَ عَلىٰ نِسيانِهِ..؟
ثُمَّ،.. مَتىٰ حَلَّ الصَّباحُ ؟ هَل إنقَضتْ الَّليْلَةُ حِينَ
شَرعَ يَبكِي ضدَّ الجِدارُ ؟ حَتمًا مَا كَانَ يَعلَمُ.
ٱخِذٌ خُطواتِهِ العَرجاءِ إلىٰ المَضجَعِ مَع مِينْجُونْ
المُتأمِّلُ لِوٱلدِهِ وَ يَتلمَّسُ صَدرَهُ بِصُغرِ كفِّهِ
مَع السَّائِلِ ٱلَّذي كَانَ يَرضَعُ..

إنَّها السَّادِسةُ تَطرُقُ أبوابَ الصَّباحَ حِينَ وَضعَ
مِينْجُونْ عَلىٰ سَريرِهِ وَ إستَنفَذَ ٱخرَ طَاقَتِهِ
لأجِلِ المَلبَسِ ٱلَّذي كَساهُ.. لٰكنْ ثِيابُ جِيمِينْ
هُناكَ،... فِيْ الخِزانَةِ، تُنادِيَهُ..

عَيناهُ تُعاتِبُ كَما لُو تُنادِي ، ألآ يَكفِي البُكاءُ ؟
مُقلتاهُ تَمسَحُ كُلَّ شَيئ بِنظراتِها.. الخَواتِمُ.. وَ
وَرقَةٌ أخفَاها بِقَدرٍ فاضَ بِهُ الصَّبرُ.

𝐉𝐈𝐊𝐎𝐎𝐊 𝟏𝟖 ✰ 𝐌𝐲𝐬𝐞𝐥𝐟 ✓Where stories live. Discover now