لدى والدتك ذوقاً جميلاً

18 2 3
                                    



مرت عدة أيام على خروج ماشا من القصر، كان مشهد خروجها أشبه بالحلم، لم يتوقع أحد أن تصل الأميرة أميليا بجرأتها لفعل ذلك! فانتشرت الشائعات عنها في القصر كالنار في الهشيم. بضع أيام فقط، لم تخرج أميليا من غرفتها، حتى أنها لم تتناول الطعام الذي كان يقدم لها، قدت وقتها في قراءة الكتب الصغيرة التي أهدتها إياها والدتها، استمرت بالحفاظ على هدوءها، حتى أتى الحارس وقدم لها مكتوباً باسم والدتها.

أخذت الكتيب وخرج، جلست على سريرها وأخذت تمزق المظروف بسكين فتح الرسائل، الرسالة متوقعة، فوالدتها لن تصمت على تركها بهذا الحال، وعودة ماشا بهذا الشكل، سيجعلها موقنة بأنهم يخفون عنها شيئاً.

قرأت أميليا الرسالة:

"عزيزتي آمي، وصلني البلاغ من وصيفتك ماشا، أنا آسفة حقاً لإرسالي شخصاً بهذا الضعف، سأتولى أمر إرسال شخص جدير بالثقة، أود حقاً إرسال الفارس إيان لحمايتك، ولكن ذلك سيسبب الكثير من المشاكل الآن، أرجو أن تتماسكي إلى حين إرسال الدعم.

أمك"

تنهدت، وضعت الرسالة على المنتضدة وهمست:

- كان عليها أن تفعل ذلك منذ البداية.

نهضت لكنها توقفت فجأة، حاولت تمالك ألم رأسها، اغمضت عينيها لبعض دقائق، ثم فكرت: "علي أن أهتم بجسدي أولاً" ثم نظرت نحو باب غرفتها حيث يقف خلفه الحارسين، ثم نظرت إلى النافذة التي خرجت منها مسبقاً، واتجهت نحو السياج، لتجد البستان على حاله، لم تكن تحلم إذاً، نظرت حولها ثم حاولت تسلق السياج، وقفزت نحو الجهة الأخرى من الحديقة، نظرت حولها، الأشجار نضرة ومزهرة، ويوجد على الجانب الآخر مزرعة صغيرة مسيجة بسياج خشبي صغير، حيث يتفجر اللفت فيها كزهرة نضة، رائحة الطماطم الناضجة امتزجت مع رائحة التفاح والخوخ، سارت نحو الأشجار وأخذت تقطف من كل جزء منها، ثم توجهت نحو المزرعة الصغيرة ودهشت لجمال الخضراوات المتراصة بانتظام، انشغلت بالتقاط ما تستطيع التقاطه حين داعبت أنفها رائحة شهية للتفاح، استدارت حولها تبحث عن مصدر الرائحة، ظنت ربما أنها رائحة عابرة حتى ازداد ثقلها في الهواء وبدأت تستطيع رؤية البخار يقودها، تحركت على إثر الطريق التي رسمها لها البخار، لتجد نفسها أمام كوخ صغير، تتبعت الرائحة لتقودها إلى النافذة الصغيرة، وهناك رأت سيدة صغيرة تزيل الغطاء عن الطبق الذي أمامها، لتفوح منه رائحة التفاح كأنها وجدت مهرباً، شدت الرائحة أميليا لوهلة، وحين التفت الفتاة شعرت أميليا بالذعر وهمت تختبئ بعيداً عن النافذة، لكن حظها لم يكن معها هذه المرة، فالفتاة فتحت النافذة وتركت فطيرة التفاح الشهية تسيل عصارة التفاح بين تجاويف العجين ببطئ وسلاسة، شعرت أميليا بلعابها يسيل إثر رؤيتها للفطيرة، أرادت أن تقضم قطعة صغيرة، لكنها لا تستطيع أن تكشف نفسها.

أميري اللطيف - My Lovely Princeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن