خطة من أجل البقاء

7 0 0
                                    

* تنويه: تم تعديل أحداث الفصل السابق

_____________________________

استيقظت أميليا على أصوات العصافير، اليوم بدأ مشرقًا، لكنه لم يكن مشرقًا عليها، فحتى أمورها البسيطة بدت صعبة في التعامل معها وحدها، أخذ تصفيف شعرها وتغيير ملابسها وقتاً طويلًا حتى تيبست ذراعيها، كما أنها سكبت الماء الساخن وأصبح المكان فوضوي في المطبخ الصغير لمجرد إعداد الشاي، تنهدت، واستسلمت، ربما لن تتناول الإفطار اليوم، يا لها من بداية سعيدة!

أتت كاتي في بالها، وارتسم الكوخ والبستان في مخيلتها، فكرت لبعض الوقت، هل من الجيد الذهاب في هذا التوقيت تحديداً؟ فهزت رأسها، وهمت نحو غرفتها، جلست على الأريكة وأخذت تفكر، حين قطع الصمت صوت طرق الباب، فنهضت بسرعة واختفت خلف الستائر، حين دخل إيلان يحمل صينية طعام وضعها على الطاولة، انحنى وقال:

- يعلم هذا الغلام أن سمو الأميرة بحاجة للإفطار حتى تقرر ماذا ستفعل بشأن وصيفتها، لذلك يرجو هذا الغلام أن تقبل سمو الأميرة المعروف.

- أنت!

فنظر نحوها بدهشة، عيناه أصبحتا مدورتين كعيون الأطفال، في حين لملمت الستائر لتخفي نفسها، وأخرجت نصف وجهها تنظر نحوه على مضض، ثم عادت تسحب الستائر لتخفي وجهها بالكامل، وهمهمت:

- لا أصدق أنني سأطلب مثل هذه الخدمة!

- هل من مشكلة مولاتي؟

تساءل إيلان في محاولة لتشجيعها على البوح، فعضت شفتيها وتأتأت:

- إنه محرج بعض الشيء

فابتسم إيلان ابتسامة لطيفة وخمن:

- هل تحتاج مولاتي لمن يساعدها في ترتيبها؟

توقفت الستائر عن الرقص، فابتسم مجددًا، لو أنها رأتها لذاب قلبها الجليدي لجمالها ورقتها، لكنها لم تكن في موقف يسمح لها لتستمتع بما حولها، قالت بتردد:

- سيكون من المحرج أن يستمر هذا الغلام بالقدوم إلى هنا.

- آه، فهمت ..

تحسس إيلان رأسه بحرج:

- ... لذلك يتمنى مولاي أن تستعجل مولاتي في الموافقة على عودة الوصيفة، يتفهم مولاي أن الخادمات هنا غير كفؤ لمولاتي، ولا يستطيع إرسال أحد ذو ثقة سوى هذا الغلام.

حركة الستائر تدل على أنها تخفض رأسها، التمس إيلان حزنها، فقال مواسيًا:

- يتفهم هذا الغلام تردد مولاتي، لكن هذا الغلام يثق بأن مولاتي ستفهم قريبًا. لذلك يرجو هذا الغلام أن تسامح مولاي هذه المرة.

- أنت لا تتفوه الآن بما يلقنه سيدك.

- أمر هذا الغلام بالاهتمام براحة الأميرة، لكنه لم يحدد بماذا يقول.

زمت أميليا شفتيها وتقوست بابتسامة خافتة، ثم رأت من خلال ظلال الستائر أن إيلان يقدم احترامه وغادر، فتنهدت، ثم أخرجت وجهها من بين الستائر لترى أطباق الطعام على الطاولة، فهمت نحوها، وأخذت تفكر:

"سيكون من الغباء أن أترك كلام هذا الفتى يؤثر علي هكذا، أليس كذلك؟"

لكن معدتها أخرجت صوتاً دون سابق إنذار، فنظرت نحوها وأخذت تؤنبها:

- وأنتِ، كفاك عويلًا كلما رأيتِ الطعام.

...

بين هدوء البستان وزقزقة العصافير النشيطة انفجرت ضحكات كاتي كقنبلة موقوتة، وقفت خلف أميليا تسرح شعرها، وقالت مداعبة:

- لا يمكنني تصديق ذلك! ألا يبدو الأمر مدبرًا.

- ألا توافقينني؟

أومأت كاتي برأسها، ثم تساءلت:

- ما الذي تنوين فعله إذاً؟

توقفت كاتي عن تسريح شعر أميليا حين تحركت، ثم التفتت نحوها، عيناها الزرقاوان تلمعان بوميض ثاقب، حين همست بثبات:

- هل يمكنكِ تعليمي؟

أطالت كاتي النظر في عيني أميليا، وميض ساحر ينبع هناك يجعلها منجذبة إليه لا محالة، مرت بضع دقائق من الجمود حتى تعبت عيناها ورمشت. هزت رأسها، ثم نظرت نحو أميليا مجددًا، بدت جادة بطريقة ظريفة، فوضعت يدها على ظهر رأسها، وخرج صوتها متلعثماً:

- من يأخذ دروسًا في الاعتناء بنفسه! ... أعني، وبهذا الوجه الجاد.

- ربما يبدو ذلك غريبًا، لكنني أريد العيش.

- إنه ... إنه ليس بالأمر الـ ...

توقفت حين اختفت هالتها المتحمسة، وبدأ وجهها يظهر علامات الإحباط، فصفقت كاتي بيديها، وهتفت:

- حسنًا، ربما أعلمك بعضًا من الحيل المبتكرة لتسريح شعرك، ألن يكون ذلك ممتعاً؟

تحولت نظرات أميليا لدهشة ممزوجة بسعادة وامتنان، فاستطردت كاتي:

- انظري، يمكنكِ أن تكوني لطيفة!

فأخذ أميليا تخبئ وجهها بشعرها، فضحكت كاتي وأخذت تسحب كفيها بينما أميليا تقاوم، لتهتف بمرح:

- يا لك من لطيفة!! لطيفة!!

... 

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now