لن تفعلي ذلك مجدداً!

38 5 1
                                    


دخلت غرفتها، وما إن أغلقت الباب حتى خرجت ضحكة ثم سحبتها بسرعة وغطت ثغرها بكفها، وصرخت في نفسها:

"هل أنا حمقــــــــــــاء!"

- سموك

أتى صوت وصيفتها من الباب، وحين دخلت وجدت أميليا تجلس بهدوء على الأريكة قبالة سريرها، نظرت نحوها بدهشة وسألت بانكار:

- سموك!

ثم اقتربت بهدوء وأردفت:

- ألم تعودي سريعاً!

حركت رأسها لجهتها دون أن تكلف نفسها عناء النظر نحوها، لكنها لم تقل أي كلمة، فتساءلت الوصيفة:

- هل ربما لم تجد سموك شيئاً مثيراً للاهتمام، هل ترغب سموك بالبحث عن عناوين محددة؟

عادت أميليا تحرك رأسها بعيداً، فاقتربت منها وصيفتها وتساءلت:

- سيدتي؟!

- لا يهم.

وقفت، واعتلت على وجه وصيفتها الدهشة، استمر الصمت لبشع دقائق حتى طرق باب الغرفة، فالتفت الوصيفة نحو الباب بذعر، حين خرج صوت الحارس:

- سموك، الكتب التي طلبتها.

توقفت وصيفتها من الدهشة ثم نظرت نحو سيدتها التي لا تزال تعيرها ظهرها، ثم همت نحو الباب وأخذت الكتب من الحارس، وما إن أغلقت الباب حتى توجهت نحو الطاولة الصغيرة أمام الأريكة ووضعت الكتب عليها.

- ما هي العناوين؟

خرج صوتها البارد، فارتبكت وصيفتها وهمت تقرأ بارتباك:

- آه، العناوين!

ثم همت تبعثر الكتب بتوتر، وقرأتها الواحد تلو الآخر، لكن عدم استجابة سيدتها لأي كتاب جعلها تشعر بالقلق أكثر.

- سيدتي.

صوتها القلق وهي تنظر إلى ظهر سيدتها، تعلم تماماً أنها خائبة الأمل، حتى لو كانت الكتب لها ستشعر بذلك، لكنها أخرجت صوتاً غريباً مكتوم، وأخذ جسدها يسقط تدريجياً، فهرعت وصيفتها نحوها بذعر:

- سيدتي!

وهمت نحو سيدتها التي كانت تمسح دمعة انسدلت من عينها، ثم ارتكت بذراعيها على الأرض، وجهها العاجي أصبح دامياً، وظهرت أوردتها الزرقاء تكاد تخرج من مكانها، فصرخت وصيفتها بذعر:

- سيدتي، سيدتي! ما الذي يحصل لك؟

حاولت أن ترفعها ولكنها بالكاد استطاعت الامساك بذراعيها، كانتا رخوتان ما جعلها تشعر بالخوف من إيذائها، فلم تجد إلا أن تقول:

- سيدتي اهدأي، سأطلب إحضار الطبيب.

ما إن باشرت بالنهوض، حتى أمسكت بكمها، وخرج صوتها هامساً:

- نحن لسنا في المنزل.

جحظت عينا وصيفتها بأوسعها، ثم انهارت دموعها وأخذت تبكي، فنظرت أميليا نحوها بدهشة، وجهها يعود للونه العاجي بالتدريج، وبدأت شرايينها بالارتخاء، لتخرج كلمات وصيفتها بين دموعها:

- سيدتي، ما الذي يحصل لكِ الآن؟ أنا خائفة!

ربتت على كتفها برقة، رق وجهها للحظات، ثم همست:

- آسفة ماشا، كان ذلك مضحكاً فقط.

رفعت ماشا رأسها، عيناها تلمعان بدموعها، جعلها ذلك تبدو لطيفة جداً، لكن حين رأت وجه سيدتها الجدي الثابت، تذمرت:

- ذلك لا يبدو مضحكاً على الإطلاق.

فحركت أميليا يدها وهمت تداعب رأسها، وهزت رأسها:

- أجل، أنا آسفة.

- لكن، ما الذي سنفعله الآن؟ هل حقاً ستقرأ سيدتي تلك الكتب؟

ثم نظرت نحو الكتب على الطاولة، وقالت:

- ألا يبدو أنهم يحاولون غسل دماغ سموك بتلك التفاهات.

استمرت أميليا بمداعبة شعر ماشا، وقالت بثقة:

- لا تقلقي، لدي خطة.

فأمسكت بكتفيها بقوة، ونظرت نحو سيدتها بحدة، وقالت بحزم:

- لن تفعلي ذلك مجدداً!

اعتلت على وجهها ابتسامة ماكرة، وتأججت في عينيها لمعة دهاء عميقة، ما جعل وصيفتها تتراجع بذعر، وهمت أميليا تقف وتعدل هندامها، ثم همت نحو الطاولة ورتبت الكتب، ثم قالت بهدوء وهي تنظر نحو الكتب التي تمسكها بذراعيها:

- هل أبدو شخصاُ يجب تحذيره؟

توسعت عينا ماشا بذعر، أرادت أن تمنعها من الخروج ولكن حين استيقظت من صدمتها كانت قد خرجت بالفعل.

...

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now