الكثير من الازعاج

14 2 8
                                    


دخلت غرفتها على عجل، لم تكن لتشعر بموجة الغضب تلك من قبل، لكنها حتماً غاضبة، ليس فقط عدم قدرتها لسحب من تريد لحمايتها، ولكنها خسرت الملاذ الوحيد لتحملها السجن هنا، الآن أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات.

- تباً!

ضربت بقبضتها الطاولة، ثم أمسكت رأسها، وهتفت:

- آه، كم أنا غاضبة!

ثم رمت جسدها على السرير، لا تزال تمسك رأسها، تتأرجح يميناً ويساراً، في محاولة للتخفيف عن حدة مشاعرها، وهي تأن بنفاذ صبر. طرق الباب، لكنها كانت أشد غضباً من أن تتمالك أعصابها، فصرخت:

- أتذكر أنني قلت أنني لا أريد تناول الطعام!

واستدارت إلى جانبها، حين سمعت صرير الباب، ثم خطوات بطيئة بوتيرة منتظمة، نهضت بسرعة، نظرت من خلال ستارة الشفون المزخرفة بزهور الأقحوان الفاصلة بين جناح نومها وجناح الجلوس، فإذا به إيلان يحمل معه صينية عليها الطعام وبعض الكتب.

- يبدو أن ملكة الثلج يمكنها أيضاً أن تغضب.

قال بابتسامة ودية، لكن نظراتها نحوه لم تكن ودية على الاطلاق، بل نظرات نمر متأهب للانقضاض على فريسته. حين رأى نظراتها، ابتسم وقال:

- لا داعي للقلق، فأنا معتاد على نوبات غضب سيدي.

- هل هذا تحدٍ؟

- لنقل أنني فقط أجده من اللطيف القيام بهذا الدور.

- لم أفهم.

- ربما سيدي شخص عصبي جداً، لكنه رجل نبيل ذو أخلاق عالية، لن يفكر في إيذاء سمو الأميرة أبداً.

- هل هذه محاولتك لإقناعي بقبول عرضك الحالي؟

ابتسم ابتسامة اعجاب، ثم وضع الصينية على الطاولة الصغيرة المقابلة لجناح نومها، ثم قال:

- هذا الغلام معجب بذكاء سمو الأميرة، سمو الأميرة شخص حذر، لذلك يفهم هذا الغلام ما يقلق سمو الأميرة.

ثم انحنى مستأذناً:

- سيترك هذا الغلام هذه الأشياء هنا، يأمل سيدي أن تهتم سمو الأميرة بصحتها، وأن تعطي لحياتها قيمة أكبر.

ثم هم خارجاً، فأخرجت زفيراً، وأشاحت وجهها باستخفاف، هل يظنها طفلة صغيرة؟ هل قال أحدهم أنها بحاجة للتأديب أو ما شابه؟ إن كان هناك طفل بحاجة إلى التأديب، أليست صاحبة الجلالة؟

نهضت عن سريرها بانزعاج، ثم خرجت من جناح النوم نحو جناح الجلوس، حيث وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة، كان طبقاً من الطماطم، رائحتها فاحت في الأرجاء، وجعلت معدتها تقرقر بتلقائية.

"هل هو جاد؟"

همست في نفسها:

"هل يعتقد أن هذه الطماطم المشؤومة ستغطي عن فعلته!"

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now