الهدنة

126 10 2
                                    


لا يزال الثلج يهطل في الخارج، تلمع قطع الثلوج في السماء الحالكة خلف النافذة، وبينما الصقيع يغزو المكان في الخارج، يطفو الدفئ داخل الصالة العملاقة، التي يخيم عليها لون الكهرمان الأصفر، فبالكاد يلتقط نظرك الرخام القليل المتمثل بالسلالم المتوجهة نخو المقطورة المطلة من الطابق الثاني، والجدران التي بالكاد ترى من خلال المنفذ الوحيد الذي تتأرجح منه ستائر الأورجانزا الشفافة.بينما ضجت أصوات النبلاء بضحكاتهم وثرثرتهم، وقف فتاة يافعة في إحدى الزوايا، تشيح بوجهها عن ذلك الصخب وتنظر بهدوء عبر النافذة تراقب تساقط الثلوج، تعكس قطع الثلج الكبيرة لون بشرتها الشاحب المتيبس، بعيناها السوداء الناعسة والتي تجعل من تعابير وجهها صعبة الفهم، بينما ينساب ثوبها من الدانتيل الأبيض ويتموج شعرها الاسود الداكن ليغطي وجهها ومنكبيها.

اقتربت منها فتاة من عمرها، بدت متوترة فحكت يديها بكم ثوبها قبل أن يخرج صوتها الخائف:


- سمو ..


وقبل أن تكمل كلماتها، قاطعتها بجفاء:


- لن تضيف كلماتك شيئاً.


صوتها البارد أرعب الفتاة بشكل أكبر، فوقفت ترتجف بالكاد تشعر بأصابع أقدامها.


- سموك ..


حاولت أن تستجمع الشجاعة:


- مهما حصل، سأقف إلى جانب سمو الأميرة ... مهما حصل من الآن فصاعداً!


ثم انحنت بكل إخلاص، عضلات وجهها مشدودة، وبالكاد تستطيع التنفس، لكن الأميرة لم تكترث لها ولم تتغير ملامح وجهها، وقفت مكانها تراقب الثلوج.


...


داخل الحشود، سرق أحدهم الأضواء بإطلالته الساحرة، بهندامه الأنيق ووضعيته الثابتة، تجعل من الصعب تفادي وجوده، بينما يتبادل أطراف الحديث مع النبلاء الآخرين بكل لباقة.


- لا أدري أأهنئ صاحب الجلالة بنصره هذا أم بحصول سمو الأمير على ملكة الثلج كرمز لخضوع مملكتها.


قال النبيل الشاب ضاحكاً فمسحت الابتسامة المشرقة على وجهه.


- ألم تكن مملكة مولافي من أقوى الممالك، الآن بعد خضوعها من منا سيشعر بالخوف.


علق نبيل آخر.


- ما دامت مملكة صاحب الجلالة في صفنا فذلك سيعود على أملاكنا بالوفرة.

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now