أنتِ لستِ في منزلك

22 2 25
                                    


ما إن عادت إلى غرفتها، حتى رأت الخادمات منشغلات في كل مكان كخلية النحل، ما إن لاحظتها إحدى الخادمات حتى همت نحوها، وهتفت:

- مولاتي، علينا أن نجهزك فوراً.

لم تستطع أميليا أن تاخذ نفساً حتى سحبتها عدت خادمات وهممن بإعدادها، سرحن شعرها وألبسنها ملابس أنيقة، وزينها بالحلي والمجوهرات، لا تزال أميليا متفاجأة من هذا التغيير الكبير، لكن سرعان ما طرق الباب، وأعلن دخول المساعد الأيمن إيلان، ذلك الصبي الأنيق الذي يساعدها في كل مرة، أو على الأقل في كل مرة تحاول تخليص نفسها من تلك السيدة المثيرة للشفقة.

- سموك،

انحنى متأدباً، وأردف:

- عاد مولاي من رحلته للتو، عليك التوجه لاستقباله.

- لكنني لا أرتبط به بشكل رسمي.

بقيت جالسةً في مكانها بهدوء، بينما بدت جميع الخادمات متوترات، بالنظر للامر فلابد أن الأمور تركت على عاتق صاحبة الجلالة. خرج شبح ابتسامة من وجهه الصغير، لكنه حافظ على أدبه:

- مولاتي، مولاي يريد رؤيتك.

نظرن الخادمات تحو بعضهن البعض، جوهن المتوتر لسع جسد أميليا بقشعريرة حادة، حين خرج صوتها البارد كالجليد:

- أن يرغب برؤيتي ... هل هذا يعني أنه يشعر بالتهديد؟

تهامست الخادمات فيما بينهن بقلق، بينما لم يستطع الفتى منع ابتسامته من الظهور، عيناها اللاسعتين تتجه نحوه بشكل أفعواني مسلح، لكنه انحنى بأدب، وقال:

- مولاي لا يملك نفساً طويلاً، أرجو ألا تثيري غضبه بالانتظار.

ثم هم منسحباً، بينما تسمرت نظراتها باتجاهه، إذاً سيبدأ الهجوم الآن، هتفت إحدى الخادمات بفزع:

- سموك، أرجوكِ أن تتجهي نحو قاعة الاستقبال حالاً.


وهممن يسحبنها لتنهض، لكنها كانت ألبد من أن تقاوم، استمروا بجرها على طول الدهليز الحجري، أشعة الشمس تتستحوذ على فتحات المكان، وتشعل الدهليز بضوء ساطع، بينما تطفلت أشعة الشمس على وجنتيها لترد فيها الحياة من جديد، شعرت بأن جسدها عاد لوضعه كنبتة تستقبل أغصانها بعد تفتتها أيام الخريف، ما إن شعرن الخادمات بثقلها، حتى توقفن لتتحرر وتكمل طريقها بمفردها، إلا أن الخادمات هممن خلفها كفرغات مفزوعة.

قاعة الاستقبال هادئة للغاية، السقف الدائري من الرخام الاسود، منحوت بمنحوتة رومانية ساحرة، بهت مع ستائر الضوء التي اتجهت من النوافذ العلوية كأسطوانات ملونة ساطعة عكست لون الرخام بدرجات مختلفة فأضفت في المكان هيبة ووقار. وقفت صاحبة الجلالة بين الستائر حيث يخبؤها الظلام، بينما أشبع المكان بهواء ثقيل، جعل الضغط أشد، تتجمع تلك الهالة المرعبة عند جثة لرجل ذو بنية جسدية قوية، تغطي الظلال تفاصيله، لكنها تظهر مدى ثقل الدروع التي يحملها على جسده.مع ذلك الجو المتوتر، دخلت عليها صرخات الخادمات وهن يتسولن لسيدتهن أن تهم بالاسراع، أصواتهن بدت كنشاز غير محبب في صفوة هدوء المكان، ما إن وقفت أميليا حتى أمسكت كل واحدة لسانها وهممن يسحبن بعضهن للانحاء، ثم هممن يجرجن أنفسهم بعيداً، حين خرج صوته الرجولي القاتم:

أميري اللطيف - My Lovely PrinceDove le storie prendono vita. Scoprilo ora