القفص الذهبي

53 6 1
                                    


ترفرف طيور زرقاء وهي تغرد تهاليلها الصباحية العذبة على نافذة الغرفة، وتتراقص ستائر الشيفون مع نسائم الهواء العذب، تكشف عن السرير المحاط بالناموسية، ظلال من جسدها في الداخل يظهر أنها استيقظت للتو. صوت طرق الباب تلاه دخول الخادمة معها صينية تحتوي على كأس من الماء، وضعتها على المنضدة الصغيرة مقابل السرير، وهتفت مبتسمة:

- صباح الخير سمو الأميرة.


همت نحو السرير تفتح الستائر الشفافة، ثم همت تعد ملابسها، بينما أخذت أميليا تفرك عينيها.


- صباح الخير.


خرج صوتها بنعومة متبلدة، ثم نظرت نحو الخادمة المبتسمة وهي ترتب الملابس بنشاط تحثها على النهوض، حدقت فيها لبعض الوقت، يبدو أن ابتسامة الخادمة اللطيفة المبالغ فيها لم ترق لها، أليس من المفترض أن يتركوا لها وصيفتها.


"ليس باليد حيلة"


تمتمت ونهضت، وتركت نفسها للخادمة ترتب ملابسها، إلا أنها لا تزال تشعر بهاجس أن ذلك لن يمر بسهولة.


- سموك.


هتفت الفتاة:


- سيكون هذا العبد من الآن فصاعداً وصيفة سمو الأميرة، أدعى إيما، يمكن لسمو الأميرة مناداتي إن احتاجت أي شيء.


قالت ذلك وهي تسرح شعرها الأسود الليلي الحريري، لم يكن تقديم نفسها لها بذلك الأهمية بالنسبة لها، فهي فرضت عليها لا محالة، كما لم تكترث الفتاة لصمت أميليا فهي مدركة تماماً لطبيعة سيدها، الأمر الذي قيل لها عنه قبل أن تأتي إلى هنا وتباشر مهمتها.


مرت ساعة قبل أن تصبح الأميرة أميليا جاهزة، وأفسحت إيما المجال لها لترى نفسها من خلال المرأة، لا يمكن إنكار مهارتها الأمر الذي يجعل أميليا مذعورة. ابتسمت الخادمة ابتسامة عفوية، وقوف الأميرة لهذه المدة الطويلة، على الرغم من عدم تغير ملامحها الثلجية إلا أنها تدرك أنها أتمت مهمتها على أكمل وجه. انحنت وقالت بهدوء:


- سمو الأميرة، من المفترض أن الفطور جاهز الآن.


التزمت الصمت لبرهة، ثم همست:


- حسناً.


فانحنت إيما مجدداً، وأشارت من أن تتبعها، من المرجح أنهم لن يدعوها تسير وحدها داخل القصر، أو بالأصح في منطقتها المخصصة على الأقل. فما هي إلا بضع خطوات حتى وصلت إلى غرفة أخرى، النوافذ الكبيرة التي تدخل أشعة الشمس تجعلعا ساحرة تمتلئ بلمعان ذهبي صحو، تنتظرها على طاولة دائرية صغيرة طعام الإافطار الشهي، جلست وبقيت إيما تقف عند الباب، فابتسمت أميليا في سرها، ثم نظرت إلى أطباق الطعام، الفطائر المحلاة المزينة بالفواكه، والحلوى الفرنسية الملونة، كل هذا يجعل المرء يتضور جوعاً، إلا أنها أخذت بعض الوقت تنظر نحوه بهدوء، هل يظنون أن حيلة رخيصة كهذه ستملى عليها؟

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now