١٠ | قوة الأغاني.

4.2K 472 128
                                    

الفصل العاشر

***

رفع عيناهُ نحوي و تبدلت الملامح القلقة إلى أخرى حادة، بدى أنهُ مستعد تماماً للإنقضاض عليّ و خنقي حتى الموت، هربتُ بعيناي إلى الجيتار، لم أظن أن تعثري به كان سيكون بهذا السوء، لقد تلفت الأوتار تماماً و يجب أن يتم تغييرها في الحال

أنزلتُ مرفقي من رأسي أستند به على الأرض، أخفضتُ نظري و لكن لفت نظري يدي الحمراء، رفعتها و تفاجئت بكون وجود دماء ملتصقة بيدي التي كنت أستند بها على رأسي المسكين.

يالها من عطلة نهاية أسبوع مثالية.

نهض دون أن يزيد حرفاً و توجه نحو مكتبهُ متجاهلاً إياي تماماً، لمحتهُ يُخرِج شيئاً ما من الدرج، كانت علبة بلاستيكية بيضاء عرفت فوراً أنها الأوتار التي سيقوم بتركيبها في الجيتار الذي أتلفتُ أوتارهُ للتو.

لم يسأل عن حالي حتى.

نهضتُ أتوجه إلى دورة المياه الملحقة بغرفتهُ دون أن آخذ إذنهُ، أشعلتُ الأنوار و توجهت نحو المغسلة أقوم بفتحها، الجرح أعلى جبهتي صغير و لكنهُ سئ، لقد وقعت على وجهي بعنف.

أنزلتُ بعض قطرات الماء على الجرح لأهسهس بألم، أشعر بالنبضات تنبض في رأسي و صداع قوي بدأ يتخلل في أنسجتها.

" اللعنة الملعونة جاكسون! " هتفتُ أصفع الماء و تعمدتُ أن يسمعني، و لكنهُ لم يُعلّق، لابد أنه يدّعي عدم سماعي و يقوم بتركيب الأوتار الجديدة لجيتارهُ العزيز، ماذا عن رأسي بحق الإله! هل الجيتار و المشروع السخيف أهم مني؟

أغلقتُ المغسلة و سحبتُ مناديل أقوم بتجفيف وجهي و الجرح في جبهتي بها، ألا تُوجَد إسعافات أولية في دورة المياه هذه؟

تنهدتُ أرى نقاط الدماء تزحف للخروج مجدداً من الجرح بعد أن قمت بتجفيف وجهي، إتجهتُ نحو الباب أنوي الخروج بعد أن ضقتُ ذرعاً، الهواء يحرق الجرح و هذا مؤلم!

بمجرد أن أمسكتُ المقبض و فتحتهُ و كدتُ أخرج حتى توقفتتُ؛ لأنني وجدتُ شيئاً ما يُمتَد في وجهي يجعلني أجفل و أتراجع خطوة إلى الوراء.

رمشتُ بدهشة أستوعب فكرة أنهُ كان يقف أمام الباب و يمد لي علبة. " خذي، لن أمُد يدي لوقت أطول. " كان يمد لي علبة إسعافات أولية، و نبس في وجهي بإستنكار عندما بقيتُ أُحدّق في وجههُ البشع، لا يعرف أي شئ عن الذوق و كلمة أعتذر لم تمُر على قاموسهُ.

أخذتها من يدهُ بعنف و أغلقت الباب في وجههُ، نتن كبير.

صرختُ بألم هذه المرة عندما وضعتُ المرهم الطبي و كان حارقاً كاللعنة، ألقيتُ عبوة المرهم لترتطم بالمرآة و تسقط أرضاً، ثم نظرتُ بغضب إلى رأسي.

آخر أيام ديسمبر | أكاديمية EF ✓Where stories live. Discover now