الجزء الأول
***
" لقد ضايقني، ففعلت هذا. " أجبتُ المدير على سؤالهُ و تكتفتُ، أعني، لم يكن يجب على جون أن يُقدِم على العبث معي بهذه الطريقة القذرة.
نظر لي العجوز بضجر و برود، و بادلتهُ أنا نفس النظرات لأنهُ لا أحد ينظر لي بهذه الطريقة، لا بأس، أصبح كلانا معتادان على هذا الشئ.
" هذا هو مبرركِ لليوم، آنسة فينسن؟ " ما مشكلتهُ؟ ألم أكن واضحة كفاية؟
أومأت لهُ أرفع رأسي، حرصتُ على أن يرى النظرة المُتحدية في عيناي و قد بادلني بنظرة مستائة يجوبها الملل قبل أن يتنهد، ممسكاً بورقة بيضاء يبدأ الكتابة عليها.
" هذا كثير جداً و غير مقبول، لا يمكنني قبول هذا العذر آنسة فينسن، لقد وصلتِ حدكِ في هذه التصرفات التي أصبحت لا تحتمل و يجب إتخاذ خطوة في أمرك. " تحدث و ثرثر و هو يمد لي الورقة. " برجاء أوصلي هذه الورقة إلى والداكِ و هما سيعرفان ما يجب عليهما فعله. "
أخذت الوقة من بين يداهُ و خرجت من مكتبهُ الكئيب، طويت الورقة و رميتها في جيبي–أعرف محتواها على كل حال، إما فصل ثلاثة أيام، أو أسبوع كحد أقصى، لذا لا حاجة لبذل الجهد و إسراف الوقت على هراء بينما يمكننا إستغلالهُ في شئ مفيد.
مثل المرور و الإطمئنان على جون.
لم يخبر أحدهم جون أن يفعل هذا الشئ الذي يظنهُ ظريفاً، رمي طبق من البيض المخفوق النيئ في وجهي؟ حقاً؟ و يظنني سأبقى ساكتةً أُصفق لهُ و أُهنيه؟
أحمق مدلل.
توجهت إلى الصف مجدداً و دخلتُ لتواجهني أعينهم المتلهفة، ينتظرون نتيجة ما حدث و يظنونني سأقع في مشكلة، المغفلون لا يعرفون أنني لن أخرج من هنا و سأبقى كابوسهم الأكبر.
توجهت إلى مقعدي في آخر الصف، أمشي رافعةً رأسي لأُخرِس نظراتهم الفاحصة و المتسائلة، رمقتُ مقعد جون الخالي أبتسم بسخرية، و أظن أن كان هذا كافي لإجابة فضولهم.
جلستُ و أنا مدركة تماماً لرائحة البيض الملتصقة بي رغم أنني غسلتهُ، لن أتركها لهم و أركض إلى منزلي أبكي، إن سمحت لي الظروف سأجلس و أفرج ساقاي مع سيجارة محشورة بين شفتاي.
و فكرتُ في جون.
جون، أحد أعدائي في الصف.يستمتع بمضايقتي و إفتعال المشاكل معي لدرجة أحياناً كثيرة أفقد سيطرتي، بمجرد أن جعل طبق من البيض النيئ يُضرَب في وجهي ذهبتُ إلى دورة المياه للإغتسال، و عدت من دورة المياة إليه، قاطعت جلستهُ و ضحكاتهُ مع أصدقائهُ لأدخل معهُ في شجاراً عنيفاً إنتهى برؤيتي لدماء وجههُ، ولا أملك فكرة أين قد يكون الآن.
YOU ARE READING
آخر أيام ديسمبر | أكاديمية EF ✓
Romance" هل فكرتي مسبقاً في التحرر من قيودكِ؟ " همس بجانب أذني بنبرة أجشة، و سرت القشعريرة عندما بدأت أناملهُ تلمس خاصتي، ثم ببطئ تتشابك معها لتكون من كفّا أيدينا إتحاداً-شعرتُ لي دافئاً. " القيود التي تمنعكِ عن التنفس يمكنكِ كسرها، يمكنكِ تخطي المشاعر الغ...