Mochicula & Papa Yoon

Thirty

'سوكِي وَ تاي تاي.'
__
" سوكِي! رسمتُ هذهِ منْ أجلِكَ~" تقدَّمَ طفلٌ بشعرٍ بنيٍّ مبعثرٍ وَ أيادٍ تطليهَا الألوانُ، يمسكُ ورقةً رسمَ عليهَا رأسانِ مبتسمانِ.
" تاي تاي أنتَ فنَّانٌ صغيرِي! سأضعهَا حالاً فِي إطارٍ وَ أزيِّنهَا بجانبِ التلفازِ ليراهَا كلُّ منْ يزورنَا وَ يعلمَ أنَّ لدينَا فنَّانًا صغيرًا بهذَا البيتِ."

إبتسمَ تايهيونغ بإتساعٍ وَ أخفَى وجههُ الخجولَ منْ مديحِ أخيهِ لهُ.
" أنتَ طفلٌ لطيفٌ أليسَ كذلكَ؟ " حملَ هوسُوك أخاهُ الأصغرَ وَ أخذَ يدغدغهُ، مبتسمًا لسماعِ ضحكاتهِ البريئةِ.
" أنَا سعيدٌ لأنَّكَ معِي سُوكِي~"

أخذَ هوسُوك ينتحبُ لسماعِ هذهِ الكلماتِ تخرجُ منْ ثغرِ الطفلِ، وَ شعرَ بقلبهِ يقفزُ فرحًا داخلَ صدرهِ.
" أنَا لَنْ أتخلَّى عنكَ أبدًا تَاي، لاَ تقلَق فإنْ كانَ كلُّ العالمِ ضدَّكَ ستجدُ هيُونغ بجانبكَ."
" لذَلكَ تاي تاي يحبُّ هيونغ كثيرًا!" هتفَ تَاي تاي بعدَ أنْ إستعادَ أنفاسهُ أخيرًا.

' وعدتُ نفسِي أنْ أعتنِي بكَ أفضلَ مَا يمكنُ، حتَّى لاَ تشعرَ بألمِ فراقِ والدينَا وَ تشتتِ عائلتنَا.'

__
والديَّ إنفصلاَ بعدَ أنْ أنجبتِ والدتِي تايهيُونغ، لمْ أفهَم لمَ إستغرقَا كلَّ هذهِ السنينِ حتَّى أدركَا أنَّهمَا ليسَا مناسبينِ.
كنتُ بسنتِي الثانيةِ بالكلِّيةِ حينهَا، لذَا ذلكَ لمْ يؤثِر عليَّ كثيرًا، رغمَ أنَّهُ أحزننِي.

لمْ أكُنْ أعودُ للمنزلِ إلَّا بالإجازاتِ منذُ أنَّ الكلِّيةَ فِي مدينةٍ أخرَى، لكنْ حتمًا الإختلافُ كانَ محسُوسًا فلَم يعُدْ مليئًا كالسَّابقِ بلْ فارغًا.
تايهيُونغ لَم يقضِي الكثيرَ منَ الوقتِ مَعَ والدتِي بلْ معَ جدَّتِي، فهِيَ منْ ربَّتهُ حتَّى بلغَ الخامسةَ وَ أخذتهُ بجانبِي حينَ تخرَّجتُ أخيرًا وَ وجدتُ عملاً مناسبًا.

والدتِي صارتِ تسافرُ كثيرًا وَ نادرًا مَا تأتِي للزيارةِ، أمَّا أبِي فإنشغلَ بحياتهِ وَ أعمالهِ لكنْ كانَ يملكُ موعدًا قارًّا للزيارةِ كلَّ نهايةِ أسبوعٍ.
أنَا شاكرٌ لجدَّتِي كونهَا لَم تتخلَّى عنْ تايهيُونغ وَ لَم تشعرهُ بالوحدةِ، لَم تتركهُ لينعزلَ وَ يتقوقعَ بلْ كبرَ ليصبحَ طفلاً مبتهجًا وَ مشرقًا.

هنَا حانَ وقتِي لإغراقهِ بالحبِّ فهوَ يستحقُ كلَّ مَا هوَ جميلٌ بهذَا العالمِ.
وَ لأكونَ صريحًا، الأطفالُ حقًّا أشياءٌ سحريَّةٌ، تدخلُ حياتكَ لتحوِّلهَا من، هادئةٍ لصاخبةٍ، صاخبةٍ بشكلٍ يشعلُ القلبَ.

أتذكرُّ حينَ إحتاجَ تايهيُونغ لقضاءِ أيَّامٍ فِي المستشفَى طريحَ الفراشِ بعدَ أنْ سقطَ وَ أصيبَ إصابةً حرجةً فِي رأسهِ...أتذكرُّ أنَّ تلكَ الأيَّامَ كانتِ أسوءَ أيَّامِ حياتِي، حينَ أحسستُ بأنَّ عالمِي إنهارَ تمامًا وَ الأنوارُ التِي كانتِ تغلِّفهُ إنطفئتِ وَ حلَّتِ مكانهَا العتمةُ.
آخرُ بصيصِ أملٍ كانَ متعلِّقًا بحياةِ تايهيُونغ، فبحياتهِ تُضيءُ الدنيَا منْ حولِي وَ لاَ يمكنُنِي حتَّى أنْ أفكرَّ بالإحتماليَّةِ الثانيةِ.

كانَ منَ الغريبِ لمنْ عرفونِي أنْ يرُوا كمْ كنتُ منطفئًا خلاَلَ تلكَ الفترةِ، أنَا منْ كنتُ مليئًا بالحيَويَّةِ وَ الأملِ، أحيِّي الجميعَ بإبتسامةٍ واسعةٍ صرتُ بالكادِ أنطقَ الكلماتَ بطريقةٍ صحيحةٍ.
ربَّمَا أنَا إنسانٌ أيضًا فِي نهايةِ الأمرِ...أنَا منْ كنتُ عليهِ بفضلِ ذلكَ الطفلِ، فَبرؤياهُ فقَط كنتُ أشعرُ بالإنتعاشِ وَ بزوالِ التعبِ.

سيأتِي ذلكَ اليومُ الذِي يستقلُّ فيهِ تايهيونغ عنِّي، لكنْ حتَّى يأتِي ذلكَ اليوم سأقومُ بكلِّ مَا أستطيعُ حتَّى أضمنَ لهُ عيشةً سعيدةً وَ إنْ طلبَ القمرَ سأشتريهِ منْ أجلهِ.

لذَا حينَ كوَّنَ صغيرِي أولَى علاقاتهِ معَ ذلكَ الطفلِ شبيهِ الموتشِي فِي المدرسةِ، فرحتِي كانتِ عارمةً.
بالطبعِ،سيمرُّ بأيَّامٍ كئيبةٍ وَ قدْ يكرهُ نفسهُ خلالهَا، قدْ يشعرُ باليأسِ وَ الحزنِ وَ الغضبِ وَ لاَ أستطيعُ فعلَ شيءٍ بشأنِ هذهِ المشاعرِ.
فهيَ تجاربٌ عليهِ أنْ يخوضهَا حتَّى يأملَ لمَا يقابلهَا منْ فرحةٍ وَ راحةٍ وَ أمانٍ.

سأكونُ هنَا لأجلكَ تاي تاي، سأكونُ أملكَ وَ ملجئكَ صغيرِي اللطيفُ.

__
" سوكِي، هلْ أستطيعُ النومَ معكَ الليلةَ؟ غرفتِي مخيفةٌ~" قالَ تاي تاي ساحبًا دميتهُ العملاقةَ وَ وسادتهُ، وَ عيناهُ صارتَا زجاجيتينِ منذرتينِ عنْ إنهمارِ دموعهِ قريبًا.

عبسَ هوسُوك وَ إقتربَ منهُ يحملهُ ليضعهُ علَى السريرِ برفقٍ ثمَّ إستلقَى بجانبهِ.
" أنتَ دائمًا مرحبٌ بكَ تاي تاي! سوكِي إشتاقَ للنومِ معَ طفلهِ أيضًا~"
" شكرًا..سوكِي." بنعاسٍ قالَ الطفلُ الصغيرُ وَ سريعًا غاصَ فِي عالمِ الأحلامِ.

...
رأيكم بالبارت؟
كان بارت خاص بالتايهُوب، أتمنَّى كانَ ممتع لكم💛

بمَا أنَّه يصادف عيد ميلاد ألطف المخلوقاتِ، شمس الأرمِي وَ أملنَا، الأنيق صاحب الإبتسامة المشرقة، ماكينة الرَّقص هوبِييي😭😭🌌🌌

كلَّ سنة وَ أنتَ بخير وَ صحَّةِ وَ مليء بالأملِ وَ الحياةِ، جونغ هوسُوك😭❤❤❤

أحبُّكم❤
دمتم في أمان الله 🍃