Mochicula & Papa Yoon

Thirty-Four

' فردٌ منَ العائلةِ.'
...
فركَ يونغِي جبهتهُ بتعبٍ منْ طولِ جلوسهِ أمامَ الحاسوبِ بغرفةِ المكتبِ، منذُ سفرِ جين المفاجئِ وَ أعباءُ الشركةُ تقعُ علَى عاتقهِ، رغمَ أنَّ العاملينَ هناكَ لاَ يبخلُونَ بالمساعدةِ لكنَّ هذَا الشاحبَ إعتادَ علَى إرهاقِ نفسهِ وَ حتَّى النومِ جالسًا منْ شدَّةِ التعبِ.

طرقاتٌ قصيرةٌ علَى البابِ، شتَّتتِ إنتباههُ منْ الأوراقِ أمامهُ، تنهدَّ قبلَ أنْ يأذنَ للطارقِ بالدخولِ وَ الإبتسامةُ زينتِ وجههُ حينَ كانَ جيمين ببيجامَا مريحةٍ وَ كيسِ مارشميلُو.
" جيمينِي!"

" بابَا! لمَ تتأخرُّ هنَا، العملُ كثيرًا ليسَ جيِّدًا لصحتكَ! هيَّا معَ جيمينِي للنومِ!" حاولَ جيمين جرَّ والدهِ منْ علَى الكرسيِّ لكنْ إنتهَى بهِ الأمرُ محلِّقًا بعيدًا ليقعَ أخيرًا علَى الأريكةِ المقابلةِ للمكتبِ.
" حسنًا سأنهِي هذهِ فقَط وَ آتِي، تبقَى القليلُ فقَط يمكنكَ إنتظارُ بابَا صغيرِي؟"

أومأَ جيمين يأكلُ منْ كيسِ المارشميلُو خاصتهِ.
حلَّ صمتٌ عظيمٌ علَى الغرفةِ لاَ تسمعُ سوَى صوتِ نقرِ يونغِي علَى لوحةِ المفاتيحِ وَ جمعِ الأوراقِ وَ نثرهَا ثانيةً.
وَ خلالَ هذَا السكوتِ، تردَّدَ جيمين كثيرًا قبلَ أنْ يطرحَ السؤالَ الذِي يشغلُ بالهُ.

" بابَا، ألاَ تملكُ عائلةً؟ أعنِي غيرَ عمِّي سوكجِين وَ عائلتكَ الموسعةِ، ألاَ تملكُ أمًّا وَ أبًا؟ أو إخوة؟"
شعرَ جيمين بالقلقِ خوفًا منْ ردِّ فعلِ والدهِ، أسيحزنُ؟ أوْ ربَّمَا ينزعجُ؟ لكنْ هدوئهُ الغيرُ متوقعٍ كانَ أكثرَ إرباكًا.
" لاَ، أنتَ عائلتِي الوحيدةُ الآنَ." أجابَ يونغِي بإبتسامةٍ هادئةٍ وَ قدْ أبعدَ ناظريهِ عنْ الشاشةِ قليلاً.

" بالطبعِ ولدتُ منْ أبٍ وَ أمٍّ، لكنَّنِي لاَ أتذكرُّهمَا لذَا لاَ أعلمُ إنْ كانَ لديَّ إخوةٌ أمْ لاَ لأنَّهمَا رحلاَ وَ أنَا بعمرِ الثالثةِ، فِي المقابلِ، جدِّي وَ جدَّتِي إعتنيَا بِي جيِّدًا وَ وفرَّا لِي مَا أريدُ بقدرِ إستطاعاتهمَا.
منْ بينِ أغلَى الذكرياتِ علَى قلبِي، حينَ أهدانِي جدِّي الكلبَ الذِي أردتهُ، كانَ جروًا لطيفًا وَ كانَ أعزَّ أصدقائِي.
لكنْ لاَ شيءَ يدومُ، الجميعُ رحلَ وَ سنرحلُ نحنُ أيضًا فِي يومٍ مَا."
أضافَ يونغِي وَ معَ نهايةِ حديثهِ، إستقامَ مغلقًا الحاسوبَ وَ مرتبًا الأوراقَ قبلَ أنْ يتوجهَ لطفلهِ حتَّى يخلدَا للنومِ.
" لنغسِل أسنانَنَا أوَّلاً أيُّهَا البطلُ!"