Four

4.1K 295 94
                                    

" اليومَ ستأخذنِي لأرَى هذَا الطفلَ!..هلْ إشتريتَ ملابسَ لهُ؟"
إستفهمَ جين بنهايةِ حديثهِ وَ رأَى يونغي ينفِي برأسهِ ليجيبَ بحماسٍ.
" بقيةُ اليومِ عطلةٌ، وَ سنذهبُ أنَا وَ أنتَ و الطفلُ لنشترِي ملابسَ ظريفةً، هيَّا يونغِي إنتظرنِي بالخارجِ حتَّى أحظَى ببعضِ الوقتِ لنفسِي."

قلبَ يونغي عينيهِ ثمَّ إنحنَى قليلًا ليخرجَ سعيدًا لأنّهُ أنهَى عملهُ باكرًا وَ لأنّهُ سيعودُ لإحتضانِ صغيرهِ اللطيفِ الذي تركهُ عندَ جارتهِ، وَ قدْ تعلّمَ منْ آخرِ مرّةٍ تركهُ فِيهِ وحيدًا بالبيتِ.

لنعودَ قليلًا للوراءِ.
خرجَ يونغِي منَ المنزلِ تاركًا جيمين بمفردهِ نائِمًا بقميصهِ الفضفاضِ وَ إحتفظَ بالملابسِ الداخليةِ التي أتَى بهَا.
كانتِ غايةُ يونغِي شراءِ بعضِ الأشياءِ منَ البقالةِ المجاورةِ، حتَّى يستعملهَا لحينِ ذهابهِ رفقةَ الأصغرِ لأحدِ مراكزِ التسوقِ الكبيرةِ.

وبينمَا كانَ الأكبرُ بالخارجِ، إستيقظَ جيمين يفركُ عينيهِ بقميصِ يونغِي الواسعِ وَ الذي يجرُّ معهُ بالأرضِ، كانَ ينادِي الأكبرَ بِ " بَابَا" مرَارًا باحثًا عنهُ.
نزلَ منَ السريرِ أولًّا وَ بحثَ فِي الحمامِ المجاورِ للغرفةِ وَ فتشَ فِي جميعِ غرفِ الطابقِ الأولِّ.
لكنّهُ لمْ يجدْهُ فِي أيِّ مكانٍ لذَا ذعرَ قليلًا.

عندمَا كانَ ينزلُ الدرجَ، غفلَ عنْ آخرِ درجاتٍ ليتعثرَّ القميصِ وَ يتدحرجَ ساقطًا علَى الأرضِ جارحًا يديهِ وَ ركبتيهِ، إضافةً إلى أنّهُ أذَى ظهرهُ.
أحسَّ برغبةٍ بالبكاءِ، هذهِ الجروحُ كانتِ مؤلمةً لهُ وَ كذلكَ سقوطهُ المفاجئِ.

وَ لمَّا تتالتِ أولَى عبراتهِ علَى خدّهِ الطريِّ الرطبِ، فتحَ يونغِي البابَ ليجدَ طفلهُ أمامَ البابِ على الأرضِ بعينينِ زجاجيتينِ.
أفلتَ ما بيدهِ وَ ركضَ نحوَ الصغيرِ الذي مدَّ يديهِ نحوهُ يريدُ إحتضانهُ.
وَ منذُ ذلكَ اليومِ، أقسمَ يونغِي ألّا يتركهُ وحيدًا.

____
" هيونغ! هيَّا أسرع!"
عجَّلَ يونغِي إبنَ خالتهِ الذي قضَّى وقتهُ ينظرُ لشكلهِ بالمرأةِ، ملابسهُ وَ وجههُ وَ شعرهُ وَ أصغرُ تفصيلٍ يملكهُ.

عندمَا وصلَا لمنزلِ السيدةِ أوه جارةِ يونغِي كبيرةِ السنِ وَ التي تمتلكُ إبنًا بعمرِ السابعةَ عشر، وَ قدْ وافقتِ رعايةَ جيمين الصغيرِ.
طرقَ البابُ وَ فتحَ الإبنُ مبتسمًا وَ متعلِّقًا بسروالهِ، كانَ جيمين يسترقُ النظرَ للزائرِ.

" مينِي صغيرِي~"
نادَى يونغِي ليركضَ جيمين نحوهُ وَ إرتمَى في حضنهِ.
" بابا إشتقتُ لكَ كثيرًا!"
" هلْ كنتَ مشاكسًا وَ جعلتَ السيدةَ أوه تشاكسُ معكَ؟"
نفَى جيمين مبتسمًا وَ قالَ بحماسٍ.

" لَا، جيمينِي كانَ هادئًا وَ مطيعًا جدًّا!"
قهقهَ يونغِي كثيرًا وَ وقفَ حاملًا الطفلَ بينَ يديهِ ليرَى جين ينظرُ لهمَا بإبتسامةٍ واسعةٍ، قبلَ أنْ يتقدّمَ منَ الأصغرِ معرّفًا عنْ نفسهِ.
" مرحبًا أيّهَا الظريفُ، أنَا كيم سوكجين مديرُ يونغي بالعمل وَ قريبهُ~"

مدَّ جيمين كفّهُ الصغيرَ ليلمسَ وجهَ جين وسطَ إستغرابِ كلٍّ منَ الحاضرينَ.
" أنتَ حلوَى...جيمينِي يُريد الحلوَى...أنتَ حلوَى جميلة!" 
قهقهَ سوكجين وَ قربَّهُ لصدرهِ يحتضنهُ أشدَّ.

غادرَ يونغي و جين و الطفلُ، وَ توجّهَا نحوَ مركزِ التسوقِ.
الأكبرُ بينهمْ كانَ ينفقُ نقودهُ علَى لوازمِ الطفلِ منْ ملابسَ لطيفةٍ وَذاتِ جودةٍ عاليةٍ، أقلامُ تلوينٍ وأوراقٌ، ألعابٌ وَ دمَى.
حتَّى أنّهُ تشاجرً معَ يونغي علَى أيِّ دميةٍ كبيرةٍ يشترِي للصغيرِ.

وَ كانَ الصغيرُ يقهقهُ عليهمَا، وَ فِي النهايةِ كانَ هوَ منْ إختارَ كلَّ ألعابهِ حتَّى لا يضربَ أحدهمَا الآخرَ.
" بابا أريدُ مثلجاتٍ وَ الكثيرَ منَ الحلوَى..!"
" كلُّ ما يريدهُ طفلِي سيحصلُ عليهِ~"
داعبَ يونغِي أرنبةَ أنفِ الأصغرِ يلاطفهُ وَ دخلَ إلَى قسمِ المواد الغذائيةِ لينتقِي جيمين كلَّ ما لذَّ وَ طابَ وَ يخرجَ سعيدًا...سعيدًا جدًّا لأنّهُ إستطاعَ أنْ يفعلَ هذَا في طفولتهِ.

بينمَا كانَ يون و جين يدفعانِ ثمنَ المشترياتِ، جيمين إبتعدَ عنهمَا قليلًا لكنّهُ ضاعَ بعدهَا وَ قادتهُ قدماهُ للخارجِ وسطَ إزدحامِ الزبائنِ، حاولَ العودةَ لكنّهُ كانَ يستمرُّ بالسقوطِ، لمْ يكنْ هناكَ مساحةٌ يستطيعُ السيرَ فيهَا وَ كانَ علَى وشكِ البكاءِ لكنهُ خرجَ راكضًا منْ بينهمْ حتى غادرَ المركزَ التجاريَّ كلّهُ.

يمشِي مبتعدًا، خائفًا دونَ أبيهِ ليجدَ نفسهُ في زقاقٍ مظلمٍ.
" أيّهَا الطفلُ! هلْ تحتاجُ مساعدةً؟"
سمعَ صوتًا يناديهِ ولمَّا إلتفتَ كانَ رجلًا رثَّ اللباسِ، وجههُ كانَ مختفيًا تحتَ القبعةِ التي يرتديهَا، صوتهُ أثارَ قشعريرةَ بدنِ جيمين وَ لمَّا أخذَ يتقدّمُ صارَ الطفلُ يردّد "تراجع" بخوفٍ.

لمَّا أمسكهُ بينَ يديهِ، إرتعشَ الصغيرُ ونظرَ للرجلِ المبتسمِ بشرٍّ، وَ لسببٍ مَا إبتعدَ المرتدِي السوادَ عنهُ بسرعةٍ يصرخُ بذعرٍ.
" ماذَا يحدثُ هنَا؟! جيمين طفلِي!"
بعدَ أنْ فقدَ اليونجين أثرَ الأصغرِ إفترقَا للبحثِ وَ بمساعدةٍ منْ رجالِ أمنِ المركزِ قادوهمَا لهذَا الزقاقِ.

جيمين فقدَ وعيهُ فجأةً وَ أثارَ قلقَ يونغِي، وسطَ ذلكَ الزقاقِ المظلمِ وَ أكثرُ مَا حيرَ الشاحبَ كانَ عينيِّ صغيرهِ الحمراءِ التي رمقهُ بهَا.

.......
رسميًّا هذَا أسوأ شي كتبتهُ في حياتِي! بس هذا لي أقدر عليه هذه الفترة☹💛
بحاول اعوّضكم بما أحسن منه عن قريب و أعتذر لأنه بهذا السوء😭😭

إهتموا بأنفسكم موتشياتي، أحبّكم♥️

Mochicula & Papa YoonWhere stories live. Discover now