Fourty

1.8K 182 94
                                    

'أريدكَ أن تبقَى معِي إلَى الأبد.'
...
" أتريدُ أنْ تأكلَ شيئًا؟ سأمرُّ على مطعمٍ في طريقِي إلى البيتِ." قالَ ميهُو وَ كانَ قدْ أنهَى زيارتهُ لقبرِ حبيبتهِ الراحلةِ.
نفَى جيمين مجعدًّا حاجبيهِ قائلًا.
" كلَّا، في آخرِ مرَّةٍ أكلتُ في هذَا العالمِ، الأكلُ لم يكُن لذيذًا ، ربَّما السبب المطعم الذي أكلت فيه لكنَّ أكل البشرِ ألَّذُ."

" حسنًا أيُّها المدلَّلُ، أعرفُ مكَانًا يقدِّمُ نكهاتٍ من عالمِ البشرِ، ثمَّ ستعودُ إلى منزلكَ، متأكدٌّ أنَّ يونغِي سينفجرُ غاضبًا إن رآكَ." أجابَ ميهُو مبعثرًا شعرَ الأصغرِ الذِي سحبتِ ألوانهُ حينَ أدركَ ما يعنيهِ الآخرُ.
" أتعلمُ ما يعنيهِ أبِي يون غاضبٌ؟ أنتَ لا تشجعنِي على العودةِ صدقًا."

" صدِّقنِي، لقَد جرَّبتُ الحضورَ أثناءَ غضبهِ، وَ أخذتُ حصتِي من الشتمِ وَ الضربِ دونَ أن يكُونَ لِي يدٌ بمَا حدثَ." تظاهرَ ميهُو بالبكاءِ بينمَا يتذكرُّ ذلكَ اليوم حينَ صادفَ دخولهُ المنزلَ عاصفة يونغِي الهوجاء بعدَ أن إكتشفَ أنَّ " أحدهُم " حطَّمَ هاتفهُ.

للطعامِ حقًّا تأثيرٌ سحريٌّ فهوَ لم ينسَى أمرَ والدهِ فحسبُ بلْ إستعادَ تركيزهُ وَ قوتهُ بمجرَّدِ أكلِ بعضِ الأطباقِ.
" أنتَ ستبقَى هنَا؟ ألن تعودَ معِي؟" إستفهمَ جيمين وَ قدْ حانَ وقتُ ذهابهِ للبيتِ لينفيَ ميهُو وَ يجيبَ.
" لقد إستئذنتُ من جونغكُوك بعض الأيامِ لزيارةِ عائلتِي، إنتبه على نفسكَ وَ أتمنَّى أن تكونَ حيًّا حينَ أرجعُ."

من يسمعهُما يتحدثانِ سيظنانِ أنَّ هذا اليون يتحوَّلُ لتنينٍ حينَ يغضبُ فهلْ هوَ بتلكَ الخطورةِ؟ 
ظهرَ جيمين أمامَ بابِ المنزلِ وَ قدْ كانَ قلبهُ يخفقُ بشدَّةٍ كانَ الوقتُ ليلًا بالفعلِ فلابدَّ أنَّ الوقتَ في عالمِ مصاصِّي الدماءِ يمرُّ بسرعةٍ، مشَى متوترًّا إلى الداخلِ بعدَ أنْ فتحَ البابَ، فهوَ لمْ يكُن مغلقًا لسببٍ مَا.
" مرحبًا بعودتكَ، جيمين." صوتُ والدهِ الذي ظهرَ من العدمِ أفزعهُ وَ جعلهُ يطلقُ صرخةً قصيرةً.

" هلْ تعلمُ كمْ قلقتُ عليكَ؟ تعلمُ أنَّنِي لاَ أضربكَ وَ لاَ أعنفكَ، أنَا فقط أعاتبكَ حينَ الحاجةِ، اللعنةَ لقدْ كنتُ قلقًا جدًّا." إستشعرَ جيمين الرعشةَ في صوتِ والدهِ وَ أدرك أنَّهُ يبكِي وَ إنْ لمْ يكُن باديًا على وجههِ الكثيرُ.
تقدَّمَ منهُ وَ إحتضنهُ بشدَّةٍ صامتًا وَ ما هِي ثوانٍ حتَّى شعرَ بدموعِ الأكبرِ تبلِّلُ شعرهُ.

" أبِي، أنتَ تشعرنِي أنَّكَ الطفلُ مجدَّدًا." قهقهَ جيمين وَ شدَّ العناقَ الأكثرَ على جسدِ يون الذِي مسحَ دموعهُ وَ شاركَ إبنهُ الضحكَ.
" أنتَ تصبحُ حسَّاسًا أكثرَ كلَّما كبرتَ في السنِّ."
سخرَ جيمين وَ إبتعدَ راكضًا، لكنَّهُ لم يبتعِد كثيرًا قبلَ أنْ تمسكهُ يدُ يونغِي.

Mochicula & Papa YoonWhere stories live. Discover now