٨

14 2 12
                                    

حييّتُها لتُعيد لي التحية قائلة "مرحباً وتين ماذا جاء بكِ إلى هنا؟" مازحتها " أشتري الطماطم، بالطبع أنا أشتري غرفة نوم فغرفتي.." ضحكت وأكملت " لا أُحبها وأود تغييرها" فسألتني "أيُّ لونٍ تُحبين؟" أجبت "لا فرق عندي، لكني أفضلُ الغوامق".

أشارت بيدها ناحية غرفة سوداء فخمة للغاية فسارعتُ بالذهاب لتفقد جودتها وسعرها.

كان علي الأخذ بالإعتبار بأن لدي دينٌ في رقبتي، دينُ جابر، ولا ننسى بأنني مُتكفلة بدفع جميع الفواتير ولا يُمكنني الإعتماد على أي شخص فأنا أعيشُ لوحدي.

كان سعرها مناسباً لي فقمتُ بطلبها وأخبروني بأنهم سيوصلوها عصراً، هذا جيد، الآن علي شراء بعض الطلاء.

حاورتُ ودق "هل أنتي مشغولة بشيءٍ ما؟" أجابت "كلا، أنا فقط أنظر بالأرجاء أُريد تغيير غرفة نومي أيضاً" ثم همست "وحياتي لو كان بوسعي".

علمتُ حينها بأنها تُعاني من هذا المجتمع القاسي، أنا قد طفح كيلي منه، لما كل هذا التعامل البارد ناحيتنا، وإلى متى سيبقون هكذا يُعذبوننا.

نظرتها كان به حُزنٌ وأنا لم أتحمل هذا لهذا طلبتُ منها التجول معي في رحلة البحث عن طلاءٍ جيد ووافقت.

إخترتُ بعد عناء، اللون الفضي، كان جذاباً ولامعاً ويحوي دفئاً.

بعدما إنتهينا سألتها " هل لديكِ موعد؟" إبتسمت بحزن "أنا لا أحد يهتمُ بي وليس عندي أصدقاء فمن أين لي بموعد" أخبرتها مُتصنعةٌ الغضب " وأين ذهبتُ أنا؟ وجُمان؟ وزُمرد؟ جميعنا أصدقائكٍ ودق فإياكِ وإعادة هذا الكلام مجدداً".

أرادت شرح مقصدها لكنني فهمتها وأخبرتها بأنني أعلمُ أننا لسنا بصديقاتٍ مُقربات، لكننا على الأقل نلتقي ونتحادث ولدينا صفاتٌ مشتركة، أخبرتها بأن رُبما الله قد كتب لكِ هذا القدر فلا بأس، حتماً في ذلك حكمة.

ثم دعوتها لحفلة العم، ورافقتني دون إعتراض ، العم لن يُمانع وهي لا ضير عندها.

توجهنا أولاً لمنزلي، أغتسلت وبدلتُ ثيابي ثم تناولنا طعام الغداء بعدها بساعة خرجنا لنجد منتظر وأخوانه ينقلون لوازم الحفلة.

خرجت والدته لترى كيف تجري الأمور عندهم..حتى رأتني.

تركت كل شيء وجائتني، إعتصرنتي بعناقٍ كدت أختنق به ثم قالت لي بفرح " عزيزتي حمداً لله على سلامتك وحمداً له لأنه جعلني أراكي قبل موتي" صُدمت منها، ثم تسائلتُ عن سبب ذكر الكبار للموت دائماً، دوماً ما يحمدون الله لأنه أبقاهم حتى يمرو بشيءٍ معين.

وقبل أن أُجيبها قالت بحزن "آسفة ياابنتي لأنكِ ستحضرين حفلاً ووالدكِ لم يمر كثيراً على موته، لكن صدقيني نحنُ أقمنا هذا الحفل فقط لأنه من التقاليد المُتبعة وأيضاً زوجة إبني حالت دون حدوثه، لكننا بالتأكيد سنحتفل بهدوء فنحنُ مستوعبين لحالتكِ".

البوصلـهOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz