١٨

6 2 0
                                    

وتيـن.

لقد مرّ أسبوع على جميع ما حصل، مُشكلة سمراء التي قد أقمنا صفقةً مع الشاب أن يحلّ عنها ويُنهي الأمر وإلا سأقوم أنا شخصياً بسجّهِ بالسجن، وزيارتي لزُمرد قد هدأت من روعي قليلاً وتمالكتُ نفسي كي لا أقوم بطرح جميع من أغاضوني أرضاً.

وها هو اليوم قد أتى، ستتم خطوبة ودق لمرتضى، ونحنُ جميعاً قد تمت دعوتنا.

إرتديتُ فستاناً أحمر قاتم هذهِ المرة مع زهور سوداء تملأ أسفله، وشالٌ أسود وكنتُ أبدو جميلة في نظري.

سمعتُ صوت بوق السيارة لأعلم بأنها جُمان قد جائت لتقلّني بعدها نذهب لإصطحاب زُمرد معنا، بينما سمراء وبيان كانتا ستأتيان مع والدتهن.

وحينما أصرّ يعقوب الصغير أن يُصاحبني، إضطررنا لدعوة مُعتز معنا أيضاً بدلاً عن والده.

وسحب مُعتز منتظراً معهُ، حينها شعرتُ بأن ودق ستركلنا جميعاً للخارج، ألا يكفي قدوم مُعتز؟ سيأتي منتظر أيضاً معهُ! ياالهي.

خرجتُ لأجد الجميع ينتظرني في الخارج، الفتيان جميعهم قد حدقو بي ببلاهة، نعم نعم أبدو جميلةً للغاية لكن لا تُحدقوا!

كان لدى مُعتز سيارةً وسيقلُّ معهُ منتظر والفتاتين ووالدتهما، بينما أنا ويعقوب الصغير ركبنا سيارة جُمان ثم قدناهم خلفنا لمنزل زُمرد التي جائت معها والدتها أيضاً بعد الكثير من الرجاء من قبلي لتحضر الحفل.

وأخيراً وصلنا لمنزل ودق، ووجدنا الرجال قد نصبوا حفلتهم أمام المنزل لينضم معهم منتظر ومُعتز، وبعدما ألقيتُ التحية على جابر ومرتضى وباركتُ له دلفتُ للمنزل لأجل حفلة فتياتنا الخاصة.

لقد كانت ودق تشعُ جمالاً ولُطفاً وكانت حقاً كالـ سُكّرة ، باركنا لها جميعاً وقدمنا بعض الهدايا لها ثم جلسنا نُشاهد التقاليد المُعتادة لكل خطوبة تقام هنا.

بعدها دخل مرتضى وألبسَ ودق خاتم الخطبة لتفعل ودق المثل، وبأمرٍ مني جعلتُ مرتضى يشرب القهوة المُرة لأُخبره "إن فعلتَ شيئاً سيئاً لـ سُكّرتي، سأقوم بجعلك تشرب قناني قهوة مُرة كبيرة، وسأجعل أيامك مُرة كهذهِ القهوة، أفهمت؟" أجاب بمزاح "فهمتُ سيدتي، أهنالك أمرٌ آخر؟" أجبتهُ بـ كلا لنضحك جميعنا بعدها بفرح.

وعندما تأخر الوقت، حملنا أنفسنا لنعود أدراجنا ولكنا توقفنا قليلاً خارجاً ريثما ينتهي شبابنا من إلقاء التحية، لكن قد كان كلاً منهما أفهى من الآخر.

وبعد إنتظارٍ طويل لم ينتهي بسلام، قام منتظر بسحب مُعتز والتسلل خارجاً دونما إلقاء أي تحية فهما كما أخبرانا عندما سخرنا منهما لذلك، أنهما لا يعرفان أي شخص من الحضور فلا بأس.

عُدنا للمنزل وقد أنهكنا التعب، وودعنا بعضنا لأدخل منزلي وأرتمي في سريري وحيدة.

حسناً، لا أقول بأنني أفضل البقاء مع عائلة ساذجة تأمرني بخدمتها طوال الوقت فقط لأنني يتيمة الأبوين، على أن أبقى بمنزلٍ وحدي...لكن الوحدة أيضاً لا تُراد.

فتحتُ هاتفي لأجد الفتيات يبعثن بالرسائل بالمجموعة التي أنشأتها، وقد تحدثن عما حدث بالحفلة وقالت سمراء بأنها وجدت فتى أحلامها، هي فقط ستجعلهُ يقع بحبها ثم يأتي لخطبتها.

كانت سريعة الإشتعال وذات مخيلة واسعة، فأنا لا أظنُ بأن الشاب سيقوم بخطبتها سريعاً هكذا فقط لأنهُ أعجبه حُسنها.

بعدها تذكرتُ نظرات مُعتز لي وكيف أنها مليئة بالدفئ، لـ نرى ما سيحدث لاحقاً.

البوصلـهWhere stories live. Discover now